كشفت مصادر مطلعة، أمس الأربعاء، عن تقدمّ طفیف في محادثات جدة التي ترعاها السعودية والولايات المتحدة بین الجیش السوداني وقوات الدعم السریع، فيما قصف طيران الجيش مواقع للدعم السريع في منطقة الكلاكلة جنوبي الخرطوم وبري «شرق»، في حين أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن نزوح ما يصل إلى 200 ألف شخص سوداني مؤخراً بسبب القتال ليتجاوز بذلك عدد النازحين السودانيين داخلياً أكثر من 2.6 مليون شخص منذ بدء النزاع.

وأشارت المصادر إلی أن هناك اتجاهاً قوياً لجمع الطرفین وجهاً لوجه بخلاف جولات التفاوض السابقة التي كان التفاوض فيها یتم عبر وساطات وتبادل للمقترحات والرد علیها.

غارات على الكلاكلة وبري

وقالت مصادر عسكرية إن طيران الجيش السوداني أغار، أمس، على مواقع للدعم السريع في الكلاكلة جنوب الخرطوم، كما قصف مواقع تابعة له في بري شرق الخرطوم التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وأفادت المصادر بأن قذائف مدفعية سقطت منذ وقت مبكر أمس في شمال أم درمان، وتحديداً في قاعدة «كرري» العسكرية، حيث شنّت طائرات الجيش السوداني ضربات جوية على مدينة بحري التي تُعد مسرحاً لضربات جوية متتالية.

هذا، وأُطلقت عدة قذائف وضربات جوية بشكل مكثف باتجاه مدينة بحري، فيما تواصل طائرات الاستطلاع التحليق في سماء العاصمة الخرطوم، كما سُمعت أصوات انفجارات في جنوب الخرطوم.

ويسود الهدوء أم درمان منذ ساعات الصباح الأولى على غير العادة، وذلك بعد أيام من المعارك القتالية العنيفة والضربات الجوية، إلا أن المدنيين يواجهون صعوبات كبيرة للحصول على الغذاء أو لقضاء حاجاتهم الأساسية.

وفي ذات السياق، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة نزوح ما يصل إلى 200 ألف شخص سوداني مؤخراً بسبب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، ليتجاوز بذلك عدد النازحين السودانيين داخلياً 2.6 مليون شخص منذ بدء النزاع.

ومن جانبها، أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بفرار أكثر من 730 ألف شخص إلى خارج السودان.

ويوم أمس الأول الثلاثاء، حثّت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس» على وقف العمليات العسكرية في البلاد لتهدئة الوضع واستئناف المفاوضات.

وقد دعت «يونتاميس» جميع الأطراف العسكرية في جنوب كردفان إلى وقف العمليات العسكرية فوراً، مؤكدة التزامها بدعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للنزاع في جميع أنحاء البلاد.

وجددت البعثة الأممية في بيان التزامها بدعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للنزاع في جميع أنحاء البلاد.

وأضافت البعثة في بيان: «نُذكّر جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بكفالة سلامة جميع المدنيين».

مدبولي: حريصون على حقن الدماء

وعلى جانب آخر، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن مؤتمر «قمة دول جوار السودان»، الذي استضافته القاهرة مؤخراً، يأتي تأكيداً لحرص الدولة المصرية على أهمية التوصل إلى رؤية متكاملة تضمن إنهاء الصراع الحالي.

وأعرب مدبولي خلال جلسة مجلس الوزراء في مدينة العلمين عن تمنياته أن تسهم التوصيات والمقترحات التي تم التوافق عليها خلال المؤتمر في إنهاء الأزمة الحالية، وأن يعود للسودان الشقيق استقراره وأمنه.

وشدد مدبولي على ضرورة حقن دماء أبناء الشعب السوداني، والعمل على الحد من التداعيات السلبية لتلك الأزمة على دول الجوار. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version