الخرطوم: عماد حسن، وكالات
أعلن الجيش السوداني، أمس الثلاثاء، مواصلة ضرباته المدفعية تجاه نقاط وتجمعات قوات الدعم السريع في عدد من المواقع بمدن العاصمة الثلاث أم درمان والخرطوم والخرطوم بحري، فيما وقعت اشتباكات لأول مرة مع قوات الدعم السريع في منطقة أم روابة بولاية شمال كردفان، في حين أجرت قوى سياسية سودانية، أمس ، اجتماعات بالقاهرة، لبحث تشكيل «جبهة مدنية» لوقف القتال.
محاولات للسيطرة على «المدرعات»
واندلعت أمس الثلاثاء معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في محيط سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم.
وحسب شهود عيان فإن قوات الدعم السريع ما زالت تحاول السيطرة على سلاح المدرعات رغم تمترس قوات الجيش، للحيلولة دون سقوطه واحتلاله.
وقالت مصادر عسكرية، إن الجيش نفذ ضربات جوية جنوبي العاصمة الخرطوم، خلفت «عشرات القتلى من الدعم السريع».
وأشارت الى أن الجيش قصف فجراً مراكز لقوات الدعم السريع جنوب وشرق الخرطوم، فيما سقطت قذائف مدفعية متوسطة وبعيدة المدى على أهداف أرضية تابعة للدعم السريع التي تنتشر في أحياء أركويت والفردوس والرياض شرقي العاصمة.
وكان الناطق الرسمي باسم الجيش قال إن قواته نفذت ضربات جوية وصفها بالناجحة بمنطقة سوبا ومواقع جنوبي الخرطوم استهدفت تجمعات لقوات الدعم السريع خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، إلى جانب تدمير عشرات العربات القتالية.
وأعلن الجيش الليلة قبل الماضية أن قوات العمل الخاص تمكنت من تحييد عدد من القناصين واشتبكت برياً مع من يعمل لصالح قوات الدعم السريع بمناطق (جبرة و أبوآدم وكبري الدباسين ) كما شن الطيران غارات على تمركزات الدعم السريع في مناطق جنوب الخرطوم كضاحية جبرة ومجمع اليرموك وتمكنت من تدمير العشرات من السيارات العسكرية القتالية.
اشتباكات بمدخل مدينة أم روابة
من جهة أخرى، وقعت اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع بمدخل مدينة أم روابة شمال كردفان، أمس الثلاثاء.
وقال الجيش إن قوة مشتركة مشطت الطريق من كوستي إلى أم روابة وقتلت عدداً من أفراد الدعم السريع واستولت على سيارات عسكرية وأسرت 5 أفراد، فيما قالت قوات الدعم السريع إنها تجمع قواتها جنوب البلدة استعداداً لمعارك ضارية.
وهذه هي المرة الأولى التي يشتبك فيها الجانبان في هذه المنطقة، بعد أن ظل القتال بينهما محصوراً في الأُبيّض عاصمة الولاية.
وأكد وزير الصحة هيثم إبراهيم أن حوالي 30 مستشفى فقط من أصل 130، لا تزال تعمل في ولاية الخرطوم وسط ظروف معقدة وصعوبات كبيرة.
وأشار إلى أن المستشفيات تعمل بدعم من بعض المنظمات الدولية.
قال الوزير إن هناك «صعوبات كبيرة في إيصال الإمدادات الطبية للمستشفيات في الخرطوم، إضافة إلى التعدي عليها وعلى عربات الإسعاف.
وأضاف وصلتنا مساعدات طبية، لكن الفجوة في الإمدادات لا تزال موجودة .في جانب آخر، أجرت قوى سياسية سودانية، أمس ، اجتماعات بالقاهرة، لبحث تشكيل «جبهة مدنية» لوقف القتال بين الجيش و«الدعم السريع».
والتقى ممثلون عن قوى إعلان الحرية والتغيير، الأمين المساعد للجامعة العربية حسام زكي بالقاهرة، كما عقدوا اجتماعاً آخر منفصلاً مع السفير الأمريكي لدى السودان جون غودفري.
وقالت قوى التغيير، في بيان، إن اللقاء مع زكي، استعرض تشكيل «الجبهة المدنية العريضة» بهدف وضع حد للحرب.
من جهته، أعلن غودفري، في بيان منفصل، أنه «حضر اجتماعات مثمرة في القاهرة، مع ممثلين عن المجتمع المدني السوداني، والائتلافات والأحزاب السياسية».
وأشار بيان للسفارة الأمريكية أن الاجتماع بين القوى السودانية وغودفري عُقد لمناقشة جهود «قوى إعلان الحرية والتغيير» من أجل تشكيل «تحالف مدني تمثيلي قوي وموسع وشامل، يركز على استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان في ما يتعلق بإنهاء القتال».
انتقادات لترتيبات إفريقية
علي صعيد آخر، انتقد المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير ياسر عرمان أمس، الترتيبات التي يجريها الاتحاد الإفريقي لعقد حوار موسع يجمع القوى السياسية في السودان متوقع أن تشارك فيه قيادات بارزة في حزب المؤتمر الوطني «المحلول».
وقال عرمان في تصريح تجري اتصالات لتوحيد القوى المدنية ودعوتها لحوار وطني في مقر الإتحاد الإفريقي في 25 أغسطس الجاري، في ظل غياب التحضير الكافي والمشاركة الواسعة لقوى الثورة بفعل ظروف الحرب.
وكشف عن تكليف وزراء الخارجية في عهد البشير وهم الدرديري محمد أحمد وإبراهيم غندور وآخرين لإجراء اتصالات إقليمية ودولية لحجز مقعد للفلول في حوار القوى المدنية رغم صدور قرارات وطنية وإقليمية ودولية تمنع مشاركة حزب البشير وواجهاته.