«واشنطن بوست»: الإمارات دولة رائدة في الاستثمار بالرياضة

جيف تشابمان، لاعب كرة القدم السابق الأسترالي، البالغ من العمر 75 عاماً، والذي بنى ثروته عبر مجموعة متنوعة من المشاريع على مدى العقود الأربعة الماضية، يصف البداية البسيطة آنذاك، ويقول كانت هناك أرض واسعة، ويجهل الكثير من اللاعبين موقع المدينة، ويتم تعريفهم عليها من خلال الخريطة. وكان تشابمان مشرفاً على بطولة دبي للتنس في تلك السنوات الأولى.
مهرجان نابض بالحياة
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد سكان دبي في ذلك الوقت، كان يقل عن 600 ألف نسمة، فيما أصبحت الآن مهرجاناً رياضياً نابضاً بالحياة على مدار العام، ويضم أحداثاً كبرى للفنون القتالية المختلطة، وألعاباً استعراضية في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، وجولات ركوب الدراجات، وسباقات الفورمولا 1، وبطولات كرة القدم التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم، وملاعب الغولف للمحترفين، وبطولة دبي للتنس على مدار أكثر من 30 عاماً، والتي تضم روجر فيدرر، ونوفاك ديوكوفيتش، وفينوس ويليامز، كأبطال سابقين.
ووفقاً لـ«واشنطن بوست»، كانت الإمارات أول دولة خليجية تدرك إمكانات الاستثمار الرياضي، وجعلت من الرياضة والسياحة حجر الزاوية في خطتها لتصبح أقل اعتماداً على الثروات النفطية.
وقال جيمس دورسي، مؤلف كتاب «عالم كرة القدم المضطرب بالشرق الأوسط»، إن الإماراتيين تمكنوا من صنع سمعة جيدة في الوسط الرياضي العالمي، وتمكنت الدولة من تطوير العلاقات مع الاتحادات والمنظمات الرياضية في جميع أنحاء العالم.
وذكرت الصحيفة أن «بطولة القتال النهائي»، أو «يو إف سي»، ذهبت لأول مرة إلى أبوظبي، عام 2010، وباتت الآن تنظم حدثاً كبيراً واحداً، على الأقل، هناك كل عام، وقال لورانس إيبستاين، الرئيس التنفيذي لعملياتها، إن الإمارات أصبحت جزءاً دائماً في منظومة عمل هذه البطولة.
وقال إبستاين، إن ما حدث في أبوظبي يجعل لاس فيغاس تبدو صغيرة نوعاً ما؛ فالتحول المادي ليس لجزيرة ياس فقط، حيث تقام هذه البطولات، ولكنه للمنطقة بأكملها، وكان مذهلاً.
قصب السبق
تقول الصحيفة أن الإمارات أول دولة بالمنطقة تشرع في وضع خطة لتنويع مصادر اقتصادها، بعيداً عن عائدات النفط، وبناء البنية التحتية التي تشتد الحاجة إليها، وتنشئ مناطق الترفيه وتوفر شواطئها الرائعة للعالم، والتسوق المعفى من الرسوم الجمركية، وتتسم بالتصاميم المبهرة.
وقال تشابمان، لاعب كرة القدم السابق، إن حكومة دبي استقرت على سياسة استخدام الرياضة وسيلة لأسلوب حياتها، وعملياتها التجارية حول العالم، وكان لها قصب السبق في الاتجاه إلى الرياضة لدعم عائدات النفط.
وقال كريستيان كوتس أولريشسن، من معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، إن الإمارات تمكنت من دعوة العالم باستخدام الرياضة، ومن تطوير ذاتها لتصبح وجهة سفر عالمية، وبالفعل طورت مكانة إقليمية ودولية قوية، وهي ليست بحاجة للتعريف بها.
لقد كانت الرياضة دائماً عنصراً أساسياً في دبي، ويرجع تاريخها إلى إطلاق بطولة «دبي ديزرت كلاسيك» للغولف عام 1989، والتي أصبحت عنصراً أساسياً في الجولة الأوروبية، منذ ذلك الحين.
وبدأت بطولة أبوظبي للغولف، عام 2006، وأضيف سباق جائزة أبوظبي الكبرى إلى جدول الفورمولا 1، عام 2009. وفي العام نفسه أقيمت بطولة جولة موانئ دبي العالمية لأول مرة في دبي، ونظمت «يو إف سي» حدثاً تحت عنوان أندرسون سيلفا في أبوظبي في العام التالي، وبعد فترة وجيزة اجتمع كبار راكبي الدراجات في دبي وأبوظبي في السباقات، التي ستندمج عام 2019 لتشكل جولة الإمارات.
ومما ذكرته الصحيفة أيضاً، ما حققه طيران الإمارات وطيران الاتحاد من حقوق تسمية ملاعب كرة القدم البارزة في أوروبا، ورعاية الأحداث الرياضية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس، والفورمولا 1، والكريكيت، وسباق الخيل، والغولف، والرجــــبي، وركوب الدراجات، والإبحار، وكرة القدم ذات القواعد الأسترالية، والأولمبياد الخاصة، علماً بأن شركة مبادلة للاستثمار هي الراعي المشارك لبطولة التنس للرجال والسيدات، التي تقام منذ فترة طويلة في واشنطن.
خطى ثابتة
وأوردت الصحيفة في مقالها ما قام به صندوق الأسهم الخاصة في الإمارات، وهو شراء نادي مانشستر سيتي، مقابل 330 مليون دولار، عام 2008، وتحويله إلى واحد من أبرز فرق كرة القدم في أوروبا، مبينة أن هذا الإنجاز يُضاف للدولة، لأن النجاح الرياضي يمثل نصراً في الساحة العالمية.
وقال أولريشسن، إن تحول مانشستر سيتي من فريق إنجليزي متوسط المستوى، إلى فائز بدوري أبطال أوروبا، جعل هناك ارتباطاً بين الإمارات والنجاح.
وآكدت الصحيفة أن عمل الرياضة نوع من أعمال الاستيراد والتصدير، وبينما أنفقت دبي وأبوظبي الملايين خارج الدولة، فإن الهدف الأساسي هو جذب أكبر الأحداث والرياضيين إلى البلاد. وبالفعل استثمر عضوا قاعة المشاهير ماريانو ريفيرا وباري لاركين في دوري بيسبول مقره الإمارات، ومن المقرر أن يبدأ اللعب هذا العام.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022، نظم «الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين» مباراتين استعراضيتين على جزيرة ياس، بين فريقي ميلووكي باكس وأتلانتا هوكس. وكلاهما كان عبارة عن عمليات بيع، وقال مسؤولو الدوري إن الناس سافروا من أكثر من 60 دولة، لمشاهدة مباريات الدوري الأمريكي للمحترفين شخصياً.
تنامٍ رياضي
وتطورت العلاقة بين الدوري الأمريكي والبلاد، حيث افتتح متجر في جزيرة ياس، يساعد في إدارة مدارس متخصصة لكرة السلة في دبي، ويتفاعل مع السكان المحليين، من خلال منصات التواصل الاجتماعي العربية؛ وفقاً لواشنطن بوست.
ودخلت «يو إف سي» في البداية في شراكة مع الإمارات، عام 2010، بعد بيع حصة قدرها 10% لشركة حكومية، وكانت فرصة بالنسبة لها لنشر علامتها التجارية وجذب جمهور جديد.
وذكرت الصحيفة، أن الدولة عندما أطلق قادتها مبادرة جديدة، عام 2017، وهي خارطة طريق لجعلها أفضل دولة في العالم، تطرقت إحدى الركائز الأربع للخطة إلى دور الرياضة في خلق «مجتمع سعيد ومتماسك».
وأشارت إلى أن في يونيو/ حــــــزيران، اعتمـــــد القادة «الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2031»، التي تحدد 17 مبادرة، بمــــا فـــــي ذلك تطوير الرياضيين المحترفين، وتحديد المواهب الشابة وتنميتها، وزيادة عــــدد الأشخاص المشاركين في الألعاب الرياضيـــة إلى أكثر من 70% من السكان.
وإضافة إلى ذلك تأمل البلاد إلى أن تسهم الرياضة بما لا يقل عن 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
في مقال حديث لفتت الصحيفة الأمريكية «واشنطن بوست»، إلى أن دبي أول من اتجه في الشرق الأوسط نحو الاستثمار في الرياضة، لدعم اقتصادها، ثم توالت بعد ذلك عروض الاستحواذ من أماكن أخرى بالمنطقة.
وساقت الصحيفة حدثاً تاريخياً يحفظ للإمارة مكانتها رائدة في مجال الرياضة، وهو بطولة التنس للرجال، التي أقيمت في الإمارات عام 1993 وشارك فيها رجل أعمال أسترالي ومدير تنفيذي في السوق الحرة في دبي، وتم تنظيمها في صحراء رياضية بلا ملعب رسمي، ولا يوجد سوى سقالات مؤقتة تحيط بالملعب الصلب.
دبي:
خنساء الزبير
كانت الرياضة
على مدار العام عنصراً
أساسياً في دبي
330 مليون دولار استثمارات إماراتية
في مانشستر سيتي
الإمارات الأولى خليجياً بتعزيز القطاع ضمن بدائل النفط
بنى تحتية ومناطق ترفيه وتصاميم مبهرة وتسوق بلا رسوم
زيادة عدد المشاركين
في الرياضة إلى 70% من السكان
مساهمة الرياضة بـ 0.5% مـــن الناتج المحلي الإجمــالي
أربع ركائز لـ«مجتمع سعيد ومتماسك» بينها الرياضة