متابعة: علي نجم

أغلق الجهاز الفني لمنتخب الإمارات ملف مباراة هونغ كونغ التي فاز بها «الأبيض» بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليبدأ التحضير للمواجهة المقبلة أمام منتخب فلسطين، مساء الخميس المقبل باستاد الجنوب، في ثانية جولات مرحلة مجموعات كأس أمم آسيا 2023.

ويولي باولو بينتو وجهازه المعاون اهتماماً كبيراً للمباراة المقبلة أمام منتخب فلسطين، بعد أن نجح «الأبيض» في تحقيق الفوز في أول المشوار.

وكتب منتخب الإمارات فصلاً جديداً في رحلته بالمشاركة في نهائيات كأس آسيا 202 بعد فوزه في لقاء الافتتاح وحصده النقاط الثلاث، ليحل ثانياً في ترتيب المجموعة خلف المنتخب الإيراني الذي تفوق على فلسطين بأربعة أهداف مقابل هدف.

وتذوق «الأبيض» حلاوة الفوز في الجولة الأولى من النهائيات القارية للمرة الثانية في تاريخه، وذلك بعدما تعرض للخسارة في 5 مباريات، والتعادل في 4 طوال مشاركاته السابقة، علماً بأن الانتصار في المرحلة الأولى تحقق في نسخة أستراليا 2015 على حساب منتخب قطر.

وكانت المباراة الأولى التي لعبها «الأبيض» أمام هونغ كونغ، درساً مفيداً، في رحلة المنتخب في البطولة القارية التي لن تكون سهلة العبور، بل إنها لا شك ستكون أشد صعوبة مما حدث في اللقاء الأول أمام المنتخب الذي يعتبر الحلقة الأضعف في هذه المجموعة.

لكن الحدث لم يكن في الفوز، وقيمته، والنقاط الثلاث وأهميتها، بل إن ما حصل عند إعلان التشكيل كان «صدمة» لكل المراقبين، حيث سيطر الذهول على خيارات المدرب، حيث واصل المدير الفني البرتغالي باولو بينتو «الرهان» على عنصر المباغتة، والتغيير الدائم في التشكيل، وتطبيق شعار «لا فرق بين أساسي وبديل».

كسب المدرب البرتغالي الرهان، وخرج «بطلاً» بنيل الفريق النقاط الثلاث، كما كسب بعض الخيارات التي ربما تكون فرصة لعناصر ستنال دوراً أكبر في رحلتها في القادم من المباريات.

كان الزج بالظهير بدر ناصر في مركز محور الدفاع إلى جانب خليفة الحمادي، وإبقاء خالد الهاشمي على الدكة، أكثر القرارات غرابة في التشكيل، لكن بدر نجح في تشكيل ثنائي مميز مع الحمادي الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى «جنرال» دفاع منتخبنا الذي لا يمكن الاستغناء عنه، حتى أعاد إلى الأذهان صورة الجنرال الأول إسماعيل راشد الذي دافع وقاد دفاع منتخبنا لسنوات عدة.

وكافأ زايد سلطان المدير الفني على الثقة التي حصل عليها، وعلى تثبيت موقعه في الجانب الأيمن، فدافع وقاتل، وارتكب خطأ في سوء التغطية بالهدف الذي سكن مرمى خالد عيسى، لكنه سرعان ما نجح في دخول المربع الصغير للمنافس ومتابعة كرة مرتدة ومنح «الأبيض» التقدم في أول هدف وبصمة تهديفية لظهير الجزيرة الواعد.

أما المفاجأة الأكبر، فكانت وضع علي مبخوت على الدكة، في خطوة كانت خارج كل التوقعات، خاصة بعدما نال مبخوت ثقة المدرب في المباريات الأخيرة، سواء الودية منها أو الرسمية.

لكن وضح أن المدرب البرتغالي الذي قاد نجوم عالميين في البرتغال أو كوريا الجنوبية، يمتلك من الحسابات ما يختلف عن كل نظريات الآخرين.

وراهن بينتو على فابيو ليما أساسياً، بعدما كان خارج الحسابات في التشكيل الأساسي لغالبية المباريات التي لعبها منتخبنا، في وقت ثبّت كايو نفسه حجر أساس في تشكيلة المدرب الذي يعشق «روح كايو» واستبساله والتزامه بالأدوار المنوطة به.

ووجد طحنون نفسه أساسياً في الجانب الهجومي، بينما كانت الصدمة بوضع سلطان عادل نجل الدولي السابق عادل محمد، وابن التاسعة عشرة كلاعب أساسي في مركز رأس الحربة.

  • سيناريو المباراة

سيناريو المباراة كان صعباً، المنافس الذي لعب بضغط عال أربك بعض الحسابات، ولم يجد لاعبونا طريقهم إلى المرمى المنافس، حتى جاء الفرج بعد فاصل «قتالي» بين سلطان ودفاع هونغ كونغ، وليسدد كرة أصابت يد المدافع ونال منتخبنا على أثرها ركلة الجزاء التي افتتح منها عادل سلطان التسجيل.

وكان لافتاً تلك الثقة التي أوكلت إلى المهاجم الواعد من أجل تنفيذ ركلة الجزاء، رغم وجود أسماء وأصحاب خبرة في التشكيل كالثنائي كايو وليما، لكن توجيهات المدرب وثقة البرتغالي بالمهاجم الواعد ساهمت في كتابة وحفر اسم هداف جديد في قائمة منتخبنا، وليصبح بذلك سلطان عادل أصغر لاعب إماراتي يسجل في النهائيات القارية.

أما ما يحسب للاعبينا، تلك «الروح» التي تمثلت في العودة سريعاً بعد نجاح المنافس في إدراك التعادل.

وكشف الشوط الثاني العديد من الجوانب الفنية التي سيعالجها المدرب قبل لقاء فلسطين.

وأسهمت تغييرات المدرب البرتغالي مرة جديدة في ضخ الدم في عروق الفريق هجومياً، فكان الغساني على الموعد لينال ركلة جزاء، انبرى لها بنفسه بعدما تركها عادل الذي عانى بعض الآلام بسبب التدخلات العنيفة، ليتمكن الغساني من هز الشباك مسجلاً الهدف الثالث للأبيض في المباراة، وليمنح الجماهير بطاقة السعادة بضمان الخروج من الاختبار الأول بنجاح.

ورفع الغساني رصيده التهديفي مع «الأبيض» إلى 3 في حقبة المدرب بينتو، ليصبح ثاني الهدافين خلف مبخوت الذي سجل 4 أهداف منذ تولي البرتغالي قيادة منتخبنا في أغسطس الماضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version