كثف الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، قصفه الجوي والمدفعي على قطاع غزة، وسط اندلاع معارك عنيفة بقلب مدينة خان يونس، وفي ظل قلق دولي على الوضع في جنوب القطاع، فيما ارتكب الجيش الإسرائيلي 19 مجزرة ضد العائلات الفلسطينية راح ضحيتها 183 قتيلاً و377 مصاباً خلال ال 24 ساعة الماضية، بينما ارتفعت حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الحرب إلى 26083 قتيلاً أغلبهم من النساء والأطفال و64487 مصاباً، في وقت أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها من انتشار الأمراض في قطاع غزة بسبب الاكتظاظ الناتج عن النزوح، وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن وضع غزة كارثي والجوع يفتك بالسكان.
ولليوم الخامس على التوالي، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية واصلت استهداف مستشفى الأمل في خان يونس، كما فرضت هذه القوات حظر تجوال كاملاً في محيط مستشفى الأمل، ومنعت حركة طواقم الإسعاف من وإلى المستشفى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المعارك العنيفة مستمرة في قلب خان يونس، ودعا سكان عدد من الأحياء غربي المدينة إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى بلدة المواصي القريبة في جنوب القطاع. وقال الجيش إن طائراته الحربية نفذت طلعات هجومية واسعة استهدفت عشرات الأهداف، شملت شققاً سكنية، ومواقع الاستطلاع ونقاط تجمع المسلحين في المنطقة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط برتبة رائد وإصابة 38 عسكرياً خلال المعارك خلال الساعات الماضية، في المقابل، أعلنت «كتائب القسام» استهداف قوة إسرائيلية متحصنة في منزل غرب خان يونس بقذيفة مضادة للأفراد، وأوقعت عناصرها بين قتيل وجريح.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة بغزة، أمس الجمعة، مقتل 183 شخصاً خلال ال24 ساعة الأخيرة، مشيرة إلى ارتفاع عدد القتلى الإجمالي منذ بدء الحرب إلى 26083، و64487 مصاباً، مشيرة إلى أن «الجيش الإسرائيلي ارتكب 19 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 183 شهيداً وأصيب 377 آخرون خلال ال 24 ساعة الماضية».
من جهة أخرى، قالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إن الشوارع المكتظة في قطاع غزة تشهد انتشاراً مقلقاً وقاتلاً للأمراض وسوء التغذية، وذلك عقب إعلانها أن عدد النازحين داخلياً في غزة بلغ 1.9 مليون فلسطيني، ما يشكل 86% من سكان القطاع. وحذّر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، من أن الهجمات المتواصلة على البنية التحتية في غزة والطقس البارد يهددان بجعل القطاع الفلسطيني «غير صالح للعيش على الإطلاق». وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أجيث سونغاي «أخشى أن يموت المزيد من المدنيين». وأضاف: «الهجمات المتواصلة على المرافق التي تحظى بحماية خاصة مثل المستشفيات ستؤدي إلى مقتل مدنيين وسيكون لها تأثير هائل على إمكانية الحصول على الرعاية الصحية والسلامة والأمن».
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، إن الوضع كارثي، وإن الجوع يفتك بالناس في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، وإن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض. وأوضح ليندماير أن الوضع في غزة كارثي، وأن أغلبية السكان يواجهون الجوع وسوء التغذية، وبالتالي فهم معرضون بسهولة لجميع الأمراض.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور أشرف القدرة، نفاد تام للطعام وأدوية التخدير والمسكنات في مجمع ناصر الطبي نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق عليه لليوم الخامس، لافتاً إلى أنه يوجد في مجمع ناصر الطبي 150 كادراً صحياً و350 مريضاً ومئات الأسر النازحة في ظروف كارثية من التجويع والاستهداف وعدم توفر العلاجات.
إلى ذلك، نددت فرنسا بالقصف الدامي على مركز إيواء للأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي في خان يونس، داعية إسرائيل إلى «الامتثال للقانون الإنساني الدولي»، بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجيّة. وشددت الخارجية الفرنسية على ضرورة «حماية مواقع الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني الذين يُعد عملهم ضرورياً للسكان المدنيين في غزة»، كما أعربت وزيرة الخارجية الألمانية عن «قلقها البالغ» إزاء «الوضع اليائس» للمدنيين في مدينة خان يونس، داعية إسرائيل إلى وقف للنار لأسباب إنسانية. (وكالات)