غزة – أ ف ب
تتزايد الضغوط الدولية، الثلاثاء، من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»، يتضمن إطلاق سراح رهائن جدد، بعد إعلان إسرائيل عن هجوم وشيك على رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني من غزة.
وفي القاهرة، التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع مسؤولين مصريين «لبحث موقف التهدئة في قطاع غزة»، وفق الإعلام المصري.
وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية» بانعقاد الاجتماع في ظل تزايد الضغوط الدولية للتوصل إلى هدنة في غزة.
وأمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي ب«التحضير» لهجوم على مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، حيث يتكدس أكثر من 1.3 مليون نازح، وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.
وتعهد نتنياهو الاثنين بمواصلة الهجوم العسكري بالقول: «وحده الضغط العسكري المتواصل حتى النصر الكامل سيؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن».
وقبل ذلك بساعات، أعلنت إسرائيل أنّها حررت رهينتَين من الجنسيتين الإسرائيلية والأرجنتينية كانا محتجزين في غزة، خلال عمليّة ليليّة في رفح.
ورافقت العملية الإسرائيلية هذه ضربات أودت بحياة مئة شخص، على ما أعلنت السلطات في غزة.
والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة جنود خلال القتال في قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 232 جندياً.
– وضع إنساني «لا يطاق»
وتعارض الولايات المتحدة، شن عملية واسعة النطاق دون ضمان سلامة المدنيين العالقين على الحدود المغلقة مع مصر.
وحضّ الرئيس الأمريكي جو بايدن مجدّداً إسرائيل على وجوب وضع «خطّة ذات صدقيّة وقابلة للتنفيذ» لحماية المدنيين في أيّ هجوم على رفح، خلال اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض.
وأشار بايدن الذي ما زال يرفض التحدّث حالياً عن وقف دائم لإطلاق النار، إلى أن «الولايات المتحدة تعمل من أجل التوصل لاتفاق للإفراج عن الرهائن بين إسرائيل وحماس، يسفر فوراً عن فترة تهدئة في غزة لستة أسابيع على الأقل».
وحضّت الصين إسرائيل الثلاثاء على وقف عمليتها العسكرية في رفح «في أقرب وقت ممكن»، محذّرة من «كارثة إنسانية» في حال تواصل القتال. كما حذر وزير خارجية النرويج اسبن بارت ايدي، الثلاثاء، من مغبة شن هجوم عسكري إسرائيلي مغرداً على موقع «إكس»: «أكرر بشدة تحذيري من القيام بعملية برية في رفح. لم تعد هناك أي أماكن آمنة في غزة».
وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بين نحو 250 شخصاً احتجزتهم حركة «حماس» خلال هجومها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على جنوبي إسرائيل.
إلى القمر
وأمام المخاوف من هجوم عسكري واسع النطاق، قال نتنياهو، الأحد، إن إسرائيل ستفتح «ممراً آمناً» يمكن السكان من مغادرة رفح، دون أن يحدد الوجهة. وانتقد كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تصريحات نتنياهو بشأن إجلاء الفلسطينيين من رفح متسائلاً: «سيتم إجلاؤهم.إلى أين؟ إلى القمر؟». أمّا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك فقال الاثنين، إنّ الأمم المتحدة لن تشارك في عملية «التهجير القسري للسكان» في رفح.
كما دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إسرائيل إلى توفير «ممرات آمنة» للمدنيين في رفح.
– «كارثة»
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن إسرائيل ستقترح إنشاء 15 مخيماً يضم كل منها 25 ألف خيمة في جنوب غرب قطاع غزة، كجزء من خطة الإخلاء. وقالت «حماس» في بيان الثلاثاء، إن الإخلاء القسري لرفح سيكون «جريمة» بحق السكان، مطالبة «بحماية دولية».
في جنيف، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني، أن حل المنظمة سيكون «كارثياً».
وتتهم إسرائيل الوكالة بأنها «مخترقة بالكامل من حماس»، وبأن 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفاً في غزة ضالعون في هذا الهجوم.
وتجري الأمم المتحدة تحقيقاً داخلياً لتقييم «حيادية» الأونروا، والرد على الاتهامات التي استهدفت موظفيها.
وبعدما علقت دول عدة مساعداتها للوكالة، حذّرت السعودية من أنّ تجميد الأموال من شأنه «المساهمة» في زيادة أعداد القتلى المدنيين في غزة.