يستخدم كلّ فرد منا نحو 40 قمراً صناعياً يومياً في عمليات الاتصالات المختلفة بحسب الخبراء في مؤتمر نظمته وكالة الفضاء السعودية، لكن وفقاً لهم هذه الأقمار مهددة بما يُسمى حطام الفضاء.

بحسب رئيس قطاع خدمات الفضاء في هيئة الاتصالات والفضاء السعودية، كمال الحربي، فإن الحطام متحرك، ويدور بسرعة شديدة، وفي حال ازدادت أعداده بشكل كبير، تصبح هناك صعوبة في إطلاق أقمار صناعية، وكلما زاد الحطام أصبح التحدي أصعب.

أوضح المسؤول السعودي أن نحو 12 ألف قمر صناعي أُطلق إلى مدارات مختلفة، معقباً الأقمار الصناعية لها عمر افتراضي من بعده ينفد منها الوقود وتبقى حطاماً يدور ويتصادم ويتحطم إلى أحجام صغيرة.

العديد من الشركات تعمل على إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية إلى الفضاء الخارجي، وقد تصل إلى 30 ألفاً بحلول عام 2030، ما يزيد من أزمة أن تتحطم وتصبح حطاماً فضائياً.

من جانبها، قالت المستشارة الخاصة للرئيس التنفيذي لهيئة الفضاء السعودية مشاعل الشميمري «لهذا السبب من المهمّ معالجة هذه المشكلة، إذا لم نفعل شيئاً بهذا الخصوص فسيكون من المستحيل تقريباً إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية إلى الفضاء؛ ولهذا السبب تجب معالجة الأمر الآن قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة ويؤثر في ما نقوم به على القمر».

حلول لمواجهة مشكلة الحطام الفضائي

قال الحربي إن المؤتمر قدم حلولاً لمواجهة مشكلة الحطام الفضائي، مثل سنِّ التشريعات والقوانين لتنظيم هذا المجال، إضافةً إلى زيادة مستوى الوعي لفهم وتعقب حالات الحطام، وصولاً إلى إزالة الحطام الفضائي نفسه.

أضاف «هناك بعض التقنيات المقترحة لحلّ المشكلة، منها روبوتات تنظيف الفضاء، لكن اليوم التحدي كبير فعدد الحطام ضخم ونتكلم عن مليون قطعة بحجم 10 سم و100مليون بحجم 1 سم».

الحلّ الآخر الذي بحثه المؤتمر هو جعل الأقمار الصناعية قادرة على خلق مسار للعودة بحال انتهاء صلاحيتها لضمان نظافة الفضاء ومواصلة اتصالاتنا دون تعطيل.

قالت شركتان تجاريتان تركزان على تقنيات إزالة الحطام الفضائي إنهما تعملان على إثبات قدراتهما، ستثبت إحدى الشركات المسماة كليرسبيس قدراتها في عام 2027، وقد أظهرت الشركة الأخرى أستروسكيل -ومقرها اليابان- بالفعل بعض القدرات وستواصل القيام بذلك، في الواقع، أعلنت أستروسكيل خلال المؤتمر أنها ستقدم عرضاً توضيحياً آخر خلال 6 أيام، والهدف الأساسي هو محاولة التحقق من هذه التقنيات حتى تتمكن من استخدامها.

مساعي المملكة لتعزيز الاستدامة البيئية

أكد الحربي «الفضاء يعتبر بنى تحتية تساعد متخذي القرار في أي مشاريع تهدف إلى خدمة البرامج المستدامة سواء بالزراعة والبناء وغيرهما، كما أن الاتصالات بشكل كبير تقوم على الأقمار الصناعية والتصوير الفضائي، ومهمة في اتخاذ قرارات متعلقة ببناء الطرق والمدن والزراعة وغيرها، واليوم في حال تعطيل الأقمار الصناعية سيسبب ذلك مشكلة كبيرة في المشاريع المستدامة».

على الرغم من أنَّ السعودية لم تسهم في حطام الفضاء، فإنّ وكالة الفضاء السعودية أطلقت النسخة الأولى من مؤتمر حطام الفضاء.

وتقول الشميمري «أردنا أن نُظهر في هذا المؤتمر التزامنا بالاستدامة في الفضاء؛ لأننا نعتزم الحصول على أصول متعددة في كوكبة الأقمار الصناعية المتنامية بالفضاء في المستقبل، ونريد أن نفعل ذلك بشكل مستدام وتزويد الأقمار الصناعية بالوسائل اللازمة للخروج من المدار، وأردنا أيضاً جلب خبراء من جميع أنحاء العالم لمعالجة مشكلة حطام الفضاء وتقديم التزامات ووضع بنود قابلة للتنفيذ لمعالجة الأمر».

مذكرتا تعاون وتفاهم

شهد المؤتمر توقيع مذكرتي تعاون وتفاهم مع شركتي نورث ستار وليو لابز، تهدفان إلى تعزيز التعاون في مجالات تقييم واستكشاف الفرص المستقبلية، وتبادل الخبرات والمعارف في مجال الوعي بالظرف الفضائي، ومراقبة الفضاء.

يُذكر أن المؤتمر نُظم بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي “UNOOSA” بصفته شريك محتوى، وهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية بوصفها شريكاً في الاستضافة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version