أبوظبي: عماد الدين خليلنجح الفريق الطبي بمستشفى برجيل في أبوظبي، بإجراء عملية جراحية معقدة لزراعة قوقعة صناعية في الأذنين لمريض فقد سمعه عندما كان في الثانية من عمره، وتكللت العملية بنجاح وشارك الفريق الطبي بأكمله في فرحة رؤية رجل يسمع صوته بعد 50 عاماً من الصمت.وفي التفاصيل، أدى إصرار الزوجة تاسليبانو تي كي، إلى تغيير حياة زوجها محمد حسين، الذي فقد سمعه عندما كان في الثانية من عمره، حيث بدأت قصة الزوجين في عام 1995 عندما تزوجا وواصلا بناء منزل مع طفليهما، وعلى الرغم من مواجهته عقبات ضعف السمع منذ أن كان في الثانية من عمره، عمل محمد كخياط ومساعد في غسيل الملابس حتى فقد وظيفته لاحقاً، وأصبحت تاسليبانو، مديرة قسم الضمان الاجتماعي في مستشفى خاص بأبوظبي، والمعيل الوحيد للأسرة، وهو الدور الذي احتضنته بكل تصميم.

وجاءت نقطة التحول عندما علمت تاسليبانو بإمكانية زراعة قوقعة الأذن، انطلاقاً من رغبتها في حماية زوجها توجهت إلى الدكتورة سيما بونوس، أخصائية طب الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى برجيل أبوظبي، للحصول على مزيد من المعلومات، وأبلغت الدكتورة زميلتها بالتحديات والقيود المرتبطة بزراعة القوقعة الصناعية في عمره، وأحالتهما إلى الدكتورة كيملين جورج، أخصائية السمع السريري، الذي اكتشفت بعد الفحص، درجات فقدان السمع العميقة في كلتا الأذنين، مع نسبة تمييز في الكلام تبلغ 0% على المستوى الثنائي.وكشفت التحقيقات الإضافية التي تم إجراؤها من خلال التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي عن التعظم أو تكوين رواسب عظمية في قوقعتي الأذنين، ما يشكل تحدياً كبيراً، وقاموا باستشارة الدكتور أحمد العمادي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة وجراح زراعة القوقعة، ووفقا للدكتور العمادي، هناك العديد من المضاعفات المحتملة في القوقعة المتحجرة حيث يقوم الجراح بالحفر بالقرب من الأوعية الكبيرة والهياكل الحيوية، وعلى الرغم من إبلاغها بالنتائج المحتملة، كانت الأسرة حريصة على المضي قدماً.وخلال الجراحة التي استغرقت خمس ساعات، عمل الدكتور العمادي على وضع الغرسات بخبرة في قوقعة الأذن الخاصة بمحمد، قائلا: «تمثل زراعة القوقعة الصناعية في القوقعة المتحجرة تحدياً دائماً نظراً لأن مدى الحفر المطلوب لا يكون واضحاً عادةً على الرغم من وجود تصوير قبل الجراحة، ونظراً لأننا نعمل في منطقة لا يتجاوز عرضها بضعة ملليمترات، فإننا نحتاج إلى أدوات دقيقة للغاية، كما أن العمل من خلال فتحة ضيقة للغاية يجعل الأمر صعباً من الناحية الفنية، لكننا خلال هذه الجراحة لم نواجه أي مضاعفات وتمكنا من إدخال الأقطاب الكهربائية في كلا الجانبين بنجاح».

وخرج محمد من المستشفى في اليوم التالي دون أي مضاعفات وغادرت الأسرة إلى وطنها لحضور حفل زفاف ابنتهم، وبعد شهر واحد من الجراحة، اجتمعت الأسرة في مستشفى برجيل في أبوظبي لتقوم الدكتورة كيملين بتفعيل عملية زراعة القوقعة الصناعية، وقالت الدكتورة كيملين، «أردت منه أن يسمع صوت زوجته للمرة الأولى، لذا طلبت منها أن تقف خلف محمد وتقول شيئاً، لقد كانت لحظة لا تقدر بثمن عندما نطقت باسمه وكرر محمد ما سمعه، وانفجرت تاسليبانو، التي غمرتها العاطفة، في البكاء، وشارك الفريق الطبي بأكمله في فرحة رؤية رجل يسمع صوته بعد خمسين عاماً من الصمت».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version