رفح (أ ف ب)

يعرب المدنيون الفلسطينيون في رفح، في جنوب قطاع غزة عن خوفهم الشديد، بعد أن باشر الجيش الإسرائيلي المُصرّ على شن هجوم كبير على مدينة رفح، «عملية محدودة النطاق»، تهدف إلى إجلاء أكثر من مئة ألف شخص من شرق المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر.

وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر في غزة لوكالة فرانس برس «فعلياً، بدأت عملية النزوح على أرض الواقع، ولكن بشكل محدود، بدأ المواطنون بالإخلاء بعد حالة من الرعب والذعر، خاصة بعد الإعلان الرسمي عن المربعات المطلوب إخلاؤها، والتي يتواجد فيها حالياً 250 ألف نسمة». في المقابل، قدّر الجيش الإسرائيلي عدد الأشخاص المعنيين ب«نحو 100 ألف» شخص.

ويقيم نحو 1,2 مليون شخص أغلبيتهم من النازحين في رفح راهناً، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وبقيت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع في منأى عن العمليات البرية الإسرائيلية التي بدأت في 27 أكتوبر/ تشرين الأول، في قطاع غزة. لكنها تتعرّض بشكل منتظم لغارات جوية، وقصف مدفعي.

ووسط الأمطار، بدأ بعض النازحين إلى رفح بتوضيب مقتيناتهم استعداداً للانتقال. وتساءل عبدالرحمن أبو جزر (36 عاماً) «إلى أين يمكن أن نذهب، لا نعلم، مناطق المواصي لا يوجد فيها أماكن، هي مكتظة بالنازحين، وأيضاً لا توجد فيها مدارس لاستيعاب آلاف المواطنين. أنا وعائلتي 13 شخصاً».

وقال محمد النجار (23عاماً): «كل المواطنين والنازحين في حالة حذر وترقب خشية من دخول الجيش الاسرائيلي إلى المدينة، وعدم معرفتهم إلى أين سيذهبون، خصوصاً أن القطاع قد استنفدت منه جميع مناحي ومعالم الحياة».

وأكد «كان لدينا بصيص من الأمل بأن تنجح المفاوضات، ويتم وقف لإطلاق النار»، لكن الآن «الناس في حالة تخبط.. هل يغادرون أماكنهم أم يبقون في بيوتهم، وعندها ستحصل مجازر، وإبادة حقيقية».

وأوضح أن المنطقة التي حددها الجيش الإسرائيلي «مكتظة بالسكان أصلاً، ولا توجد فيها أماكن لوضع الخيم». وشدد على أن «الناس لا يثقون بما يقوله الجيش، إنها منطقة آمنة، فلا توجد منطقة آمنة في قطاع غزة، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه».

  • «لا خطة إنسانية موثوقة»

وأعربت المنظمات الإنسانية الدولية عن قلقها الشديد من احتمال اجتياح رفح. وقالت بشرى خالدي مديرة المناصرة في منظمة أوكسفام في الأراضي الفلسطينية «من منطلق إنساني، ما من خطة إنسانية موثوقة في حال وقع هجوم على رفح». وأكدت «لا يمكنني أن أفهم أن (هجوم) رفح سيحصل» سائلة «إلى أين سيذهب النازحون الفلسطينيون فيما محيطهم تحول إلى موت ودمار؟».

وقال الجيش الإسرائيلي إنه طلب من سكان شرق رفح المغادرة، وشدد الجيش على أن أي شخص يبقى «في المنطقة يعرّض حياته وحياة الآخرين من عائلته للخطر»، في الوقت الذي ترتفع أصوات المعارضة الدولية للعملية المحتملة، وسط جهود متسارعة لمواصلة المحادثات من أجل هدنة ووقف إطلاق النار.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version