كييف – أ ف ب

اقترحت أوكرانيا، الثلاثاء، أن يتصدى حلفاؤها من أراضيهم للصواريخ الروسية التي تستهدفها ما لم يتم توفير «كل الوسائل الضرورية» لقواتها التي تفتقر إلى أنظمة دفاع جوية، للقيام بذلك.

وجاء الاقتراح من وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، خلال مؤتمر صحفي عقده في كييف مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك التي اعتبرت التردد بشأن المساعدات العسكرية لأوكرانيا يهدد أمن الغرب.

وقال كوليبا: «لا توجد حجة قانونية أو أمنية أو أخلاقية تمنع شركاءنا من التصدي للصواريخ الروسية فوق أراضي أوكرانيا انطلاقاً من أراضيهم».

في بداية الحرب في 2022، دعت أوكرانيا الغرب إلى مساعدتها في صد الصواريخ الروسية فوق أراضيها، لكن حلفاءها أعربوا عن خشيتهم من خطر تصعيد النزاع.

ودحض كوليبا هذه الحجة الثلاثاء بالقول، إن إسقاط الصواريخ لا يعرض روسيا أو جنودها للخطر، لكن «القطع المعدنية هذه تجلب الموت من روسيا إلى أوكرانيا». وتابع: «إذا كنتم لا تريدون القيام بذلك، زودونا بكل الوسائل اللازمة. سننشرها في أوكرانيا وسنعترض هذه الصواريخ بأنفسنا».

وأكّدت بيربوك الثلاثاء، أن أوكرانيا «تحتاج بشكل عاجل» إلى أنظمة الدفاع الجوي. واعتبرت، أن «كل تردد وكل تأخير في دعم أوكرانيا يودي بحياة أبرياء، وكل تردد في دعم أوكرانيا يهدد أمننا».

ورأت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لا يعرف حدوداً» وشن حملة «تدمير» لأوكرانيا، مشيرة إلى شبكة الكهرباء التي تستهدفها روسيا بلا هوادة.

  • «أولوية قصوى»

وأضافت بيربوك: «إن أفضل حماية ضد الترهيب الروسي هو تعزيز دفاعات أوكرانيا الجوية. إنها أولوية قصوى بالنسبة لنا في هذه الآونة».

وتأتي زيارتها في حين يدور قتال عنيف في منطقة خاركيف الحدودية، حيث تشن روسيا هجوماً منذ 10 أيار/ مايو، وبعد هجوم ليلي جديد بمسيّرات متفجرة على خاركيف ومناطق أوكرانية أخرى.

وتزور بيربوك أوكرانيا للمرة الثامنة منذ بداية الحرب في 2022. وأعربت عن قلقها حيال الوضع الذي «تدهور بشدة» بالنسبة للقوات الأوكرانية.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب، الجمعة، عن خشيته من أن يكون الهجوم البري الذي بدأته روسيا في منطقة خاركيف بشمال شرق البلاد، بمنزلة تمهيد لهجوم أوسع نطاقاً في الشمال والشرق.

والثلاثاء، قال حاكم خاركيف المعيّن من السلطات الروسية فيتالي غانتشيف، إن قوات موسكو باتت تسيطر على نحو نصف مدينة فوفتشانسك القريبة من الحدود الروسية.

وأوضح في تصريحات للتلفزيون الروسي، أن المدينة التي كان عدد سكانها يناهز 17 ألفاً قبل بدء الحرب، باتت المحور الأساسي للمعارك.

وأضاف غانتشيف: «رجالنا يسيطرون على نحو 40% من المدينة. اخترقوا الدفاعات الأوكرانية بشكل عميق، وأبعدوا العدو بقدر الإمكان»، مشيراً إلى أن «الجزء الشمالي من المدينة تمّ تحريره بالكامل».

من جهته، أبلغ متحدث عسكري أوكراني بأن القتال في خاركيف «صعب ويتبدّل بشكل كبير»، لكنه أكد أن عدد مواضع الاشتباك المباشر مع القوات الروسية تراجع عن ذي قبل.

  • مناورات تشمل أسلحة نووية

وفي تعقيب على ما أدلت به بيربوك، رأى الكرملين، أن تزويد الحلفاء الغربيين لأوكرانيا بأسلحة إضافية، لن يغيّر الواقع الميداني.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «حتى ذلك لن يتيح للقوات المسلحة الأوكرانية، أن تبدّل بشكل ما من دينامية الجبهات».

إلى ذلك، أعلنت روسيا الثلاثاء بدء مناورات تشمل أسلحة نووية تكتيكية في منطقتها العسكرية الجنوبية قرب أوكرانيا، رداً على ما قالت إنها «تهديدات» غربية. وأفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن المناورات ستختبر «جاهزية أسلحتها النووية غير الاستراتيجية. لضمان سلامة أراضي وسيادة الدولة الروسية»، وهي «للرد على التصريحات الاستفزازية والتهديدات الصادرة عن مسؤولين غربيين معيّنين».

وأعلن سلاح الجوي الأوكراني، الثلاثاء، أنه أسقط ليلاً 28 مسيّرة متفجّرة من طراز «شاهد»، لا سيّما على مدينة خاركيف، ومناطق في جنوب ووسط البلد.

وفي خاركيف، تضررت ثلاثون شاحنة وحافلة، فيما احترق منزلان ومرأب وحافلة صغيرة بسبب سقوط حطام مسيّرات، حسبما قال حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف على تيليغرام. وعلى الجانب الآخر من الحدود، قتل ثلاثة أشخاص جراء ضربات أوكرانية.

ونزح أكثر من 14 ألف شخص بسبب القتال المستمر في خاركيف، منذ انطلاق الهجوم البري الروسي الواسع النطاق في العاشر من مايو/ أيار الجاري، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version