«الخليج» – وكالات
هرع فلسطينيون، السبت، لانتشال جثث عشرات القتلى الذين سقطوا بضربة إسرائيلية في المواصي التي كانت إسرائيل، قد أعلنتها «منطقة إنسانية» خلال عملية في رفح قرب الحدود المصرية، وحيث تناثرت «أشلاء في كل مكان» وشوهدت جثث غارقة في برك دماء.

وسط دوي صفارات الإنذار وبكاء النساء، عمل مسعفون على انتشال أطفال من تحت الركام ونقلهم إلى مستشفيات قريبة بعد غارة على مخيم للنازحين.

وصاحت فلسطينية نُقلت من المنطقة وهي تبكي «ماذا فعلنا؟ كنا جالسين على الشاطئ».

وجاء في بيان لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة: «حصيلة المجزرة البشعة بحق المواطنين والنازحين في منطقة المواصي… أكثر من 90 قتيلاً ومن 30 إصابة».

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ في منطقة خان يونس غارة استهدفت قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس محمد ضيف ومسؤول خان يونس رافع سلامة.

ووصف الجيش الرجلين بأنهما «من المخططين للسابع من تشرين الأول/أكتوبر» التي أشعلت فتيل الحرب الدائرة حالياً في غزة.

المخيم الواقع قرب مدينة خان يونس كان مصنّفاً ضمن «منطقة إنسانية» تضم أعداداً كبيرة من النازحين الذين انتقلوا إليها بعد «أوامر» أصدرتها إسرائيل للمدنيين في أيار/مايو بإخلاء أنحاء أخرى في قطاع غزة.

وكانت المنطقة تؤوي مئات آلاف النازحين، وفق منظمة «المساعدة الطبية للفلسطينيين» التي تتّخذ مقراً في المملكة المتحدة وتشغّل مراكز طبية في المنطقة.

وجاء في بيان للمنظمة: «مدى أشهر حذّرنا من عدم وجود مكان آمن في غزة وسط قصف الجيش الإسرائيلي».

وتصاعد دخان أسود فوق شارع غطّاه الرماد في المواصي؛ حيث شوهدت جثث غارقة في برك دماء، تمت تغطية بعضها، وبصعوبة، عمل رجال على نقل المصابين إلى سيارات إسعاف، فيما تم تحميل آخرين على عربات تجرها حمير.

على الرغم من إعلان مستشفى ناصر أنه غير قادر على استقبال مزيد من الحالات، تواصل تدفق سيارات الإسعاف ونقل المصابين، وبينهم رجل ربطت ساقة بمنشفة في محاولة لوقف النزف.

قال الجيش الإسرائيلي: «إن المجمع المستهدف هو عبارة عن منطقة مفتوحة ووعرة»، وأضاف: «لم يكن فيها مدنيون بحسب معلوماتنا»، لكنه اتهم في بيان سابق قادة حماس «بالاختباء بين المدنيين».

وفق بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تباحث الأخير في ضربة المواصي مع مسؤولين أمنيين وعسكريين في إطار تحقيق هدفه «القضاء على كبار قادة حماس».

وردت حماس بأن «ادعاءات إسرائيل بشأن استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة، للتغطية على حجم المجزرة المروعة، ليست المرة الأولى التي تدعي فيها إسرائيل استهداف قيادات فلسطينية ويتبين كذبها لاحقاً».

وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، بأنه «ما زالت هناك العديد من الجثامين متناثرة في الشوارع وتحت الركام وبين خيام النازحين لا يمكن الوصول إليها بسبب كثافة القصف الذي استهدف به الاحتلال أماكن وخيام النازحين».

وسبق أن أفادت تقارير بتعرّض المخيم للقصف، بما في ذلك في حزيران/يونيو، حين أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقتل 22 شخصاً بسقوط مقذوفات ألحقت أضراراً بمكتبها.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي حينها: «إن التحقيق الأولي الذي أجري يدل على أنه لا يوجد ما يؤشر إلى أن الجيش الإسرائيلي قد نفذ غارة في المنطقة الإنسانية في المواصي».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version