وخلال حلقة من برنامج غرفة الأخبار على قناة “سكاي نيوز عربية”، شدد خبراء على الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الدول الإقليمية الكبرى، مثل تركيا وإيران وروسيا، إلى جانب القوى العالمية كأمريكا، في رسم مستقبل سوريا.

مقترح متداول

كشفت مصادر لسكاي نيوز عربية، السبت، عن خريطة طريق متداولة لحل الأزمة السورية، تم تداولها في اجتماع الدوحة، والذي حضرته الدول الراعية لاتفاق أستانا وهي تركيا وروسيا وإيران بهدف مناقشة تطورات الأوضاع في سوريا.

  • تتضمن خارطة الطريق نقاطا عدة أبرزها بدء تنفيذ القرار الأممي 2254، والذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا.
  •  بموجب الخارطة، تنسحب جميع القوات إلى قواعدها، وتتولي وحدات شرطية مشتركة حماية المدن، كما تنسحب جميع القوات الأجنبية من البلاد بحلول نهاية عام 2025.
  • تتولى روسيا وإيران وتركيا الإشراف على مراقبة وقف إطلاق النار.
  • ينص القرار على تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت إشراف فريق من الأمم المتحدة والجامعة العربية، خلال شهر.
  • يبقى الرئيس بشار الأسد في منصبه لمدة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، مع نقل جزء كبير من صلاحياته إلى رئيس وزراء مستقل يتم الاتفاق عليه.
  •   لجنة جديدة لكتابة دستور البلاد، تتكون من ثلاثة أثلاث: ثلث تعينه الأمم المتحدة، وثلث من دمشق، وثلث من الائتلاف السوري.
  •  تدعو الحكومة الجديدة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية بأسماء جديدة بعد 6 إلى 9 أشهر.

آفاق دبلوماسية هشة

أشار ناصر أزهير، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والدبلوماسية في المنظمة الأوروبية للسياسات، إلى أن غياب الولايات المتحدة عن المفاوضات يضعف فرص تحقيق تقدم فعلي.

وقال أزهير لسكاي نيوز عربية: “غياب الولايات المتحدة عن المفاوضات يحد من فعاليتها”، مشددًا على أن واشنطن تظل لاعبًا أساسيًا في مستقبل سوريا. كما دعا إلى توسيع دائرة المشاركة لتشمل دول الخليج، لما لها من تأثير كبير على الوضع الإقليمي.

الأصوات السورية والتحديات الداخلية

من جانبه، أكد طالب إبراهيم، الكاتب والمحلل السياسي، أن الحل الدبلوماسي لا يزال يشكل بصيص أمل، لكنه شدد على أن أي تسوية دائمة يجب أن تكون حلاً سورياً يشارك فيه جميع الأطراف الداخلية.

وقال إبراهيم: “الحلول المفروضة من الخارج لن تحقق سلامًا مستدامًا، بل يجب أن تكون نابعة من الداخل السوري”، مع الإشارة إلى أن التدخلات الخارجية، سواء من إيران أو تركيا، قد عرقلت فرص الحوار الداخلي بين السوريين. وأضاف أن الأزمة السورية لم تعد مجرد صراع داخلي، بل أصبحت صراعًا إقليميًا ودوليًا بأبعاد معقدة.

إيران ودورها في سوريا

وفيما يتعلق بالدور الإيراني، قال الدبلوماسي السابق محمد مهدي شريعة مدار إن دعم إيران للحكومة السورية استند إلى مواجهة التهديدات التي تمثلها الجماعات المسلحة التي تصفها طهران بـ”الإرهابية”.

وأوضح شريعة مدار: “العلاقة بين سوريا وإيران تمتد لعقود، والتنسيق بين البلدين يركز بشكل كبير على قضية فلسطين”، لكنه أكد على ضرورة وجود آلية حوار جديدة تشمل المعارضة السورية للوصول إلى حل شامل.

الدور التركي

على الجانب الآخر، ركز جاهد توز، المستشار السابق لرئاسة الوزراء التركية، على أهمية الدور التركي في الأزمة السورية، مشيرًا إلى أن أنقرة حاولت مرارًا الدفع باتجاه حل دبلوماسي لكن استجابات الحكومة السورية كانت سلبية.

وقال توز: “تركيا تمتلك النفوذ الكافي لإنهاء الصراع باستخدام الوسائل الدبلوماسية، لكنها لم تُمنح الفرصة لتحقيق ذلك”. وأضاف أن تركيا كانت قد عرضت سابقًا على الرئيس بشار الأسد العودة إلى ما قبل عام 2011، لكن الأسد رفض هذا العرض بسبب تحالفه مع إيران.

تحديات أمام الحل

وهناك عقبات كبيرة تقف أمام أي حل دبلوماسي، وأبرزها غياب الوحدة بين الأطراف السورية الداخلية، وضعف التأثير الدولي الفعّال.

كما أشار الخبراء إلى أن أي تسوية دبلوماسية شاملة يجب أن تشمل جميع الأطراف الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا، لضمان تحقيق سلام دائم في سوريا.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version