أثار فيلمٌ سينمائي تركي، يعكس حياة اللاجئين وظروف عملهم، ردود فعلٍ كثيرة منذ عرضه يوم أمس في مدينة اسطنبول التركية، حيث حضر العرض الأول من الفيلم الذي يهدف لتغيير الموقف المحلي من اللاجئين، نوابٌ في البرلمان التركي ورؤساء نقاباتٍ عمالية وآخرين من خلفيات سياسية وثقافية متعددة، وفق ما أفاد لـ”العربية.نت”، مصدر من سينما “كاديكوي” التي عرضت فيلم “Emekçi Mülteciler” مساء الأربعاء.ويجسد الفيلم الذي تعني ترجمة اسمه من اللغة التركية “العمّال المهاجرين”، حكاية لاجئين سوريين اضطروا إلى الهروب إلى تركيا جرّاء الحرب التي تشهدها بلادهم منذ أكثر من 11 عاماً، وهو ثالث فيلمٍ لفريق العمل يكون اللاجئين محوره الأساسي بعد فيلم جسّد صعوباتهم بعد تفشي فيروس كورونا قبل نحو عامين ونصف، وآخر كان يروي التحدّيات التي يواجهها الفنانون اللاجئون على وجه الخصوص.و”العمّال المهاجرون” هو من إخراج سيركان آجار، ويجسّد بشكلٍ رئيسي حكاية عاملٍ يدعى يوسف الذي يروي في الفيلم ظروف عمله وكيف أنه يعمل دون تأمين وعقودٍ تضمن حقوقه، علاوة على الصعوبات التي كان يواجهها في الأيام الأولى من قدومه إلى تركيا، إذ يقول إنه حينها كان يجيب على أي سؤالٍ أو طلبٍ من ربّ عمله بـ”نعم”، لأنه لم يكن يجيد اللغة التركية.
من الفيلم
وبحسب أحداث الفيلم، فإنّ واقع “العمّال المهاجرين” الذين ينحدرون من خلفيات عرقية مختلفة من سوريا اختلف بعد تعلّمهم اللغة التركية والتي كانت مدخلاً لمطالبتهم بحقوقهم كاملةً أسوةً بالعمّال الأتراك، فبطل الفيلم بات يقول “لا” منذ أن تعلّم لغة البلد الذي يقيم فيه، لكنه رغم ذلك كان يكرر في الفيلم أنّ حقوقه لم تكن متساوية مع أبناء البلد.ومنسّق هذا الفيلم هو آنيت بابا، وقد تمّ انتاجه وتصوّيره بدعمٍ مالي من “الاتحاد الأوروبي”، بحسب ما ذكر مصدرٌ من فريق العمل والذي كشف لـ”العربية.نت” أن “هذا الفيلم هو جزء من سلسلة تموّلها بروكسل ضمن نطاق برنامج فكري”.ويهدف فيلم “العمّال المهاجرين” بالدرجة الأولى إلى تصحيح ما يُساء فهمه بخصوص اللاجئين المقيمين في تركيا، وقد أثار غضب القوميين الأتراك وفئاتٍ أخرى من المجتمع التركي ترفض وجود اللاجئين السوريين في بلدهم خاصة وأنه يسعى لمنح العمّال حقوقٌ لا يتمتع بها إلا العمال الأتراك وهو ما يشكل تميّيزاً بين العمّال المهاجرين وأولئك الذين ينحدرون من تركيا، وفق ما يروي بطل الفيلم.
ويستمر يوسف في سرد أحداثٍ تتعلق بحياة العمّال السوريين في تركيا ويؤكّد أنهم ينحدرون من جماعاتٍ عرقية مختلفة، فهم عرب وأكراد وتركمان يعملون في مهنٍّ مختلفة، لكن صعوباتهم تختلف، فعندما يكون العامّل السوري تركمانياً، فهو لا يواجه تحدّياتٍ كالتي يواجهها السوريون العرب والأكراد لأنه يجيد اللغة التركية.كما يقول بطل الفيلم إن العامل السوري بإمكانه أن يرفض العمل الذي يقوم به، لكنه لا يفعل ذلك لأنه لا يستطيع تأمين متطلّبات معيشته دون عملٍ يومي.ويعيش في تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري تقول السلطات إنها ستعيد أكثر من مليونٍ منهم إلى سوريا، وجميعهم لا يحظون بحق اللجوء، إذ تكتفي أنقرة بمنحهم بطاقات الإقامة المؤقتة التي تعرف بالتركية بـ “كيملك”.