فرقت الشرطة، الخميس، متظاهرين كانوا يحاولون اقتحام البرلمان في كيتو في اليوم الحادي عشر من احتجاجات السكان الأصليين على غلاء المعيشة والتي أسفرت عن سقوط ستة قتلى، في حين تستمر حدتها في ارتفاع.
وأدت المواجهات التي امتدت إلى مناطق أخرى من العاصمة إلى مقتل ثلاثة متظاهرين الخميس، حسبما ذكر تحالف المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، ما يرفع الحصيلة إلى ستة قتلى منذ بدء الأزمة. وقتل الخميس، متظاهر يبلغ التاسعة والثلاثين بالرصاص، وقضى شاب كان بجواره. وفي كاسبيغاسي في ضاحية كيتو، قتل أحد السكان الأصليين في مواجهة مع العسكريين، وفق التحالف أيضاً.دار الثقافةوقال الجيش، من جهته، إن جنوداً كانوا يواكبون قافلة لنقل الطعام «تعرضوا لاعتداء من قبل مجموعة عنيفة» في كاسبيغاسي، ما أدى إلى إصابة 17 عسكرياً بجروح خطرة. وأشار التحالف إلى إصابة 92 شخصاً وتوقيف 94 منذ 13 من حزيران/يونيو. وأعلنت الشرطة، من جهتها، إصابة 74 عنصراً من قوات حفظ الأمن. وبعد ظهر الخميس، دخل آلاف من السكان الأصليين مطلقين صيحات الفرح، دار الثقافة في كيتو التي احتلتها القوى الأمنية منذ أيام عدة. ويشكل المركز الثقافي هذا ملتقى للسكان الأصليين في العاصمة، وكان الوصول إليه بحرية أحد شروط المتظاهرين لمباشرة التفاوض. وقال أحد زعماء السكان الأصليين ليونايداس إيسا المسؤول عن اتحاد القوميات الأصلية في الإكوادور (كوني)، كبرى منظمات السكان الأصليين: «هذا انتصار لكفاحنا!». وسمحت الحكومة في نهاية المطاف للمتظاهرين بدخول هذا المكان الذي له دلالات رمزية كبيرة «لما في ذلك مصلحة الحوار والسلام»، حسبما قال وزير الشؤون الحكومية فرانسيسكو خيمينيس في شريط مصور أوردته وسائل الإعلام. وأضاف الوزير أن «الهدف يتمثل في وقف قطع الطرقات والتظاهرات العنيفة والهجمات في أماكن متفرقة»، في حين أن رئيس البلاد غييرمو لاسو المصاب بكوفيد ـ 19، مضطر إلى عزل نفسه.مؤشر سيئلكن يبدو أن هذا الهدف لم يتحقق؛ إذ حاولت بعيد ذلك، مجموعة بقيادة نساء اقتحام حرم البرلمان المجاور. غير أن عناصر الشرطة المنتشرين في المكان قاموا بصدّ المجموعة مستخدمين الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية. ورد المحتجون بعنف وألقوا الحجارة والمفرقعات، فضلاً عن الزجاجات الحارقة. وقال ليونداس إيسا الذي كان في المكان: «هذا مؤشر سيئ جداً في وقت طلبنا من قاعدتنا القيام بمسيرة سلمية». وانسحبت الحشود بعد ذلك إلى متنزه قريب.وخلال تظاهرات عام 2019، اقتحم محتجون مقر الحكومة واحتلوا لفترة وجيزة البرلمان وأحرقوا مبنى ديوان المحاسبة، وهاجموا مكاتب وسيلتين إعلاميتين. وقد حمل السكان الأصليون يومها مسؤولية هذه الأعمال «لمندسين». ويشارك نحو 14 ألف متظاهر في كل أرجاء البلاد في احتجاجات على غلاء المعيشة وللمطالبة بخفض أسعار المحروقات، حسبما تفيد الشرطة التي تقدّر عددهم في العاصمة كيتو بنحو عشرة آلاف.وفي حين يسود الهدوء النسبي بعض هذه المسيرات، تسجل أعمال عنف ليلاً في غالب الأحيان. وتشل هذه الاحتجاجات جزءاً من العاصمة. وسيطر نحو 300 شخص على محطة توليد كهرباء رئيسية في مقاطعة تونغوراهوا في جبال الانديس جنوبي البلاد من دون تسجيل أي أضرار جسيمة أو انقطاع فيها. ويشترط اتحاد كوني قبل الموافقة على أي تفاوض، رفع حالة الطوارئ في ست من المقاطعات الأربع والعشرين في البلاد وفي العاصمة، والتي تترافق مع انتشار أمني كبير ومع فرض حظر التجول ليلاً. وترفض الحكومة هذا الشرط، وتؤكد أن مطالب المتظاهرين المتعلقة بالمحروقات وحدها ستكلف الدولة أكثر من مليار دولار سنوياً. (أ ف ب)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version