بغداد: «الخليج»، وكالات
أعلن «الإطار التنسيقي» في العراق، ترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة العراقية المقبلة، فيما اعتبر الاتحاد الوطني الكردستاني، أن الإعلان «سيلقي بظلاله على القوى الكردية»، وسط مخاوف من تكرار سيناريو 2018 بشأن تمرير رئيس الجمهورية، بينما قتل جندي تركي و4 حراس أمنيين إثر هجوم في منطقة «عملية المخلب» العسكرية التي تشنها القوات التركية في شمال العراق، في حين شدد رئيس إقليم كردستان، نيشيروان برزاني، على زيادة التنسيق بين بين الجيش والبيشمركة. محذراً من مخاطر تنظيم «داعش».وذكر الإطار في بيان صحفي: «عقدنا، أمس الاثنين، اجتماعاً لاختيار مرشحنا لرئاسة الوزراء، وبأجواء إيجابية اتفقنا وبالإجماع على ترشيح محمد شياع السوداني». وأوضح مصدر من «الإطار» أن «المنافس الأبرز للسوداني كان مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، لكنه اعتذر بشكل رسمي عن ترشحه لرئاسة الحكومة المقبلة». ويعد السوداني من الشخصيات السياسية القليلة التي شغلت مناصب وزارية في الحكومات السابقة، ولم تتهم بالفساد الإداري والمالي. ويفترض الآن بعد إعلان «الإطار التنسيقي» عقد جلسة برلمان بداية لانتخاب رئيس للجمهورية، لاستكمال الاستحقاقات الدستورية، من أجل المضي رسمياً بترشيح السوداني لرئاسة الحكومة. لكن حتى الآن، لا يوجد توافق بعد على اسم رئيس الجمهورية بين الحزبين الكرديين الكبيرين.
موقف كردي
من جهة أخرى، قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، أحمد الهركي خلال حديث صحفي، إن «حسم الإطار التنسيقي لمرشح رئاسة الوزراء سيلقي بظلاله على القوى الكردية»، مرجحاً أن «تعقد الأسبوع المقبل جلسة لحسم ملف رئاستي الجمهورية والوزراء». وأشار إلى أن «هناك لقاءات بين القوى الكردية لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي لغاية الآن»، متوقعاً «تكرار سيناريو 2018 عبر تقديم مرشحين للرئاسة واختيار احدهما داخل البرلمان». وتابع الهركي، أنه «ربما سيحدث سيناريو اللحظة، أي في لحظة ما ينقلب كل شيء ويتم الاتفاق على مرشح واحد للمكون الكردي والمجيء به إلى بغداد لتمريره». وأوضح، أنه «في حال استمرت الأمور على ما هي عليه، فإن الإطار التنسيقي وعزم والسيادة سيصوتون لبرهم صالح على حساب مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبر أحمد».
في غضون ذلك، ذكر بيان حكومي، أن رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، أكد في مستهل لقائه الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، جينين بلاسخارت، مضي العراق في مفاتحة مجلس الأمن الدولي بشأن الاعتداء التركي الأخير الذي أدى إلى مقتل عدد من المواطنين الأبرياء في محافظة دهوك، ودعوته الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الاستماع لوجهة النظر العراقية بهذا الخصوص؛ على النحو الذي يعزز سيادة العراق على أراضيه ويحمي مواطنيه». وأضاف البيان، أن «بلاسخارت أشارت إلى أنها ستدلي بإفادة في جلسة لمجلس الأمن الدولي تقرر لهذا الشأن». وتابع البيان، أنه «جرى البحث في ملفات التعاون بين العراق وبعثة الأمم المتحدة في المجالات المختلفة الأخرى، ولاسيما ما يتعلق بخطوات غلق ملف النازحين ودعم المناطق المحررة».
ناقوس خطر
في سياق آخر، قال برزاني في بيان، إن «سلسلة الهجمات التي شنها «داعش» الليلة قبل الماضية في بغداد وديالى وصلاح الدين وكركوك، على مواقع القوات المسلحة والشرطة الاتحادية العراقية، والتي أسفرت عن سقوط سبعة ضحايا، وأكثر من عشرين جريحاً، هي ناقوس خطر جدي».واعتبر أن «تحركات «داعش» وتزايد قوته وتوسع نطاق هجماته واعتداءاته، تهديد حقيقي لأمن واستقرار كل العراق، ويجب الوقوف عليه بجدية والرد عليه رداً حاسماً»، مشيراً إلى أنه «لابد من تعاون وتنسيق أكثر فعالية بين الجيش والبيشمركة والأجهزة الأمنية التابعة للعراق وإقليم كردستان لمواجهة تهديدات «داعش».
إلى ذلك، اعلنت أنقرة مقتل جندي و4 من قوات الأمن التركية وذلك بهجوم شمالي العراق، ضمن منطقة العمليات التي تطلق عليها تركيا اسم «قفل المخلب» ضد حزب العمال الكردستاني هناك. ونشرت وزارة الدفاع التركية صورا للقتلى، بينما أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن الخمسة قتلوا نتيجة «هجوم إرهابي» شمالي العراق، وهي الصفة التي تستخدمها تركيا للإشارة إلى عمليات حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه إرهابيا.