لندن – رويترز
ترك بوريس جونسون منصب رئيس وزراء بريطانيا، الثلاثاء، منهياً فترة دامت ثلاث سنوات من الاضطرابات، وتاركاً لخليفته ليز تراس قائمة طويلة من المشاكل، التي يتعين معالجتها سريعاً.
وحث جونسون- الذي أجبره حزب المحافظين على ترك منصبه في أعقاب سلسلة من الفضائح- البلاد على التكاتف ودعم خليفته.
وبعد خطاب وداعي خارج مقر إقامته الرسمي في داوننج ستريت، غادر جونسون لندن متجهاً إلى إسكتلندا حيث قدم استقالته للملكة إليزابيث. وسيتم بعد ذلك تعيين تراس رئيسة للوزراء لتبدأ في تشكيل الحكومة.
وتقع الآن على عاتق تراس البالغة من العمر 47 عاماً مسؤولية إدارة دفة الأمور في بريطانيا، وسط ركود يلوح في الأفق، وأزمة طاقة تهدد الموارد المالية لملايين الأسر والشركات.
وتسببت بالفعل خطتها لتعزيز الاقتصاد من خلال تخفيضات ضريبية مع تخصيص عشرات المليارات من الجنيهات الاسترلينية للحد من تكاليف الطاقة في انزعاج الأسواق المالية بشدة، مما دفع المستثمرين إلى التخلص من الجنيه الاسترليني والسندات الحكومية.
وقال جونسون في خطابه «ما أقوله لزملائي المحافظين، حان الوقت لإنهاء المشاحنات السياسية، حان الوقت لنا جميعاً للوقوف وراء ليز تراس وفريقها وبرنامجها».
وستكون تراس رابع رئيس وزراء من حزب المحافظين في غضون ست سنوات.

واستلمت ليز تراس المسؤولية مع حيازتها لتأييد سياسي أضعف من ذلك الذي تمتع به العديد من أسلافها، وذلك بعد أن هزمت منافسها ريشي سوناك في تصويت لأعضاء الحزب بهامش فوز أقل مما كان متوقعاً، كما أنها لم تكن في البداية الخيار الأول للمشرعين في الحزب.
ووعدت تراس باتخاذ «إجراءات جريئة» للعبور بالبلاد إلى بر الأمان، من بينها خفض الضرائب، رغم التحذيرات من أن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم معدل التضخم في بريطانيا، الذي بلغ بالفعل 10.1 في المئة، وهو أعلى مستوى بين الاقتصادات الكبرى.
وأمام تراس قائمة مضنية لأمور ينبغي إنجازها، في وقت تشهد المملكة المتحدة أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود.

بلغ معدّل التضخم أعلى مستوى له منذ 40 عاماً، ليسجّل 10,1 في المئة في ظل توقعات بأن القادم أسوأ، بينما يخيّم شبح الركود مع دخول فصل الشتاء.
ويعاني السكان زيادة نسبتها 80 في المئة في فواتير الغاز والكهرباء اعتباراً من أكتوبر في وقت تحذّر الأعمال التجارية من أنها قد تنهار في حال ارتفاع التكاليف بشكل أكبر.
وتعهّدت تراس التي تسوّق لنفسها على أنها من المدافعين عن الأسواق الحرة، خفض الضرائب لتحفيز النمو، رغم التحذيرات من أن زيادة قد تفاقم التضخم؟.
توقعات متشائمة

وأحدث تعارض نهجها مع ذاك الأكثر حذراً الذي تبناه ريشي سوناك، منافسها في الانتخابات للوصول إلى رئاسة الوزراء، شرخاً جديداً في صفوف الحزب المحافظ المنقسم أساساً جرّاء استقالة جونسون.
وتشير استطلاعات للرأي أجريت مؤخراً إلى أن جزءاً كبيراً من البريطانيين لا يثقون بقدرتها على حل أزمة تكاليف المعيشة.
وكشف استطلاع جديد أعده معهد «يوغوف» عن أن 14 في المئة فقط يتوقعون أن يكون أداء تراس أفضل من جونسون.
وفي خطابها الاثنين، تعهّدت تراس بأن يحقق حزبها «فوزاً كبيراً» في انتخابات 2024.
حرب روسيا وأوكرانيا

كان بوريس جونسون بين طليعة الزعماء الذين عرضوا دعماً سياسياً وعسكرياً لأوكرانيا، ومن المتوقع أن تواصل رئيسة الوزراء الجديدة هذا النهج، وأن تكون على استعداد لمساعدة أوكرانيا بالمزيد من العتاد مع استمرار الصراع محتدماً.
لكن مع مضي الوقت، قد تواجه ليز تراس تحدياً متنامياً، يتمثل في إقناع المشككين في الداخل والخارج بجدوى دعْم أوكرانيا.
ومع تفاقم أزمة ارتفاع أسعار الطاقة، تتفاقم أزمة كلفة المعيشة، وفي ظل ذلك ستجد رئيسة الوزراء الجديدة نفسها مضطرة إلى إقناع الناخبين بوجاهة معاناتهم المالية في سبيل الدفاع عن أوكرانيا.
وستكون هناك أيضاً مهمة دبلوماسية كبرى من أجل حماية التحالف الموالي لأوكرانيا في أنحاء أوروبا. وربما راحت دول تبحث عن طريق إلى روسيا من أجل تأمين احتياجاتها من إمدادات الطاقة.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version