شددت دولة الإمارات العربية المتحدة على ضرورة تحديث الاستراتيجيات الدولية لمواكبة التطورات والتحديات الناشئة في مكافحة الإرهاب، منوهة بضرورة التصدي لاستخدام التكنولوجيا لأغراض متطرفة. كما دعت إلى الحفاظ على الزخم الدولي المتعلق بمكافحة التطرف والإرهاب.

وأكدت الإمارات، في بيان تلاه سيف ثاني الكثيري، أمام اللجنة القانونية للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن بند التدابير الرامية إلى القضاء على الإرهاب الدولي، أن هذا الاجتماع يأتي في وقت حرج يوجه فيه المجتمع الدولي ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة التهديدات الإرهابية العابرة للحدود، وما يرافق ذلك من استخدام الجماعات الإرهابية أسلحة متطورة وأساليب متجددة، لزيادة أنشطتها الإجرامية حول العالم.

وقالت الإمارات، في بيانها «إن الطبيعة المتحورة للإرهاب تتطلب من المجتمع الدولي ألا يدخر جهداً في مكافحة هذه الآفة بشتى الطرق التي تتماشى مع القانون الدولي»، مشيرة إلى أن هذه المناقشة السنوية في الأمم المتحدة، تشكل فرصة مهمة لتبادل الآراء بشأن الاتجاهات الناشئة للجماعات الإرهابية واستعراض أفضل السبل التي يمكن من خلالها تحسين الاستجابة الدولية لتهديدات الإرهاب. وأكدت، في هذا السياق، ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق الدولي وتجنب الانقسامات التي قد تعرقل الجهود المشتركة في هذا المجال وتخلق فرصاً أمام الجماعات الإرهابية لاستغلالها.

أفضل سبيل للردع

وشددت الإمارات على وجوب الإدراك أن أفضل سبيل لردع الإرهاب يكمن في الوقاية منه ومعالجة العوامل المؤدية إليه، ما يقتضي جعل مسألة منع التطرف أولوية قصوى، وأن تسعى جميع الأطراف جدياً، إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي وتقبّل الطرف الآخر بين المجتمعات. وأضاف البيان «لقد حقق المجتمع الدولي العديد من الإنجازات في هذا المضمار، خاصة بعد إقرار هذه المنظمة خلال الأعوام القليلة الماضية بضرورة وضع استراتيجيات لمنع التطرف، وعليه يجب مواصلة تحديث أساليبنا لتحصين مجتمعاتنا من آفتي التطرف والإرهاب».

ونبهت الإمارات في هذا الشأن إلى ضرورة عدم ربط التطرف والإرهاب بالدين «إذ تسعى الجماعات الإرهابية لتحريف الدين من أجل نشر أجندتها وخلق انقسامات بين مختلف المجتمعات، ما يتطلب من المجتمع الدولي عدم الانصياع لمثل هذه المحاولات الزائفة»، وأشادت الإمارات، في هذا الصدد، بقرار الجمعية العامة المعني باستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب والذي تم من خلاله استخدام مسمى «داعش» من دون ربطه بدين، أو منطقة بعينها.

توحيد المواقف الدولية

كما شدد بيان الإمارات على ضرورة أن ترتقي الاستجابة الدولية لمستوى التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية على السلم والأمن الدوليين، ومن ذلك السعي إلى استباق التهديدات، مع مواصلة العمل على تحديث الاستراتيجيات والأطر القانونية لتواكب الطبيعة المتجددة للإرهاب، خاصة في ظل ما يشهده العالم حالياً من استخدام الجماعات الإرهابية «كداعش» و«القاعدة» وجماعة الحوثي، للتكنولوجيا المتقدمة والأسلحة المتطورة كالصواريخ والطائرات المسيرة، لشن هجمات عابرة للحدود واستهداف المدنيين والبنى التحتية والمنشآت المدنية، من مطارات ومصافي نفطية وطرق للشحن الدولي. كما دعت الإمارات إلى ضرورة تصحيح النهج القائم على اتباع مسارين غير متساويين في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن أجهزة الأمم المتحدة ما زالت تركز على تنظيمي «القاعدة» و«داعش» فقط، متجاهله الجماعات الإرهابية الأخرى بالرغم من اعتراف المجتمع الدولي ومجلس الأمن بهذه الجماعات الإرهابية في قراراته، وقالت «إذ لا يمكن الحديث عن نظام دولي آمن ومستقر في ظل غياب موقف دولي حازم يرفض الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version