دعت دولة الإمارات إلى خفض التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وطالبت بوقف الممارسات غير الشرعية وعنف المستوطنين وإنهاء الاستفزازات التي تؤجج التوترات في الأماكن المقدسة.
وقالت الإمارات، في بيان خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، وألقته أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة والقائمة بالأعمال بالإنابة، إنه رغم المناشدات المتكررة التي وجّهها أعضاء مجلس الأمن لتهدئة التوترات وخفض التصعيد خلال الأشهر الماضية، «إلا أنه يُؤسفنا مواصلة اتجاه الأمور إلى منحنى خطير، فقد شهِدت الفترة الأخيرة تصاعداً مقلقاً في المواجهات الميدانية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي لا شك في أن أحد أسبابها يعود إلى توقف المفاوضات بين الطرفين»، مؤكدة أن غياب الأفق لحل سياسي أدى إلى توليد حالة من الإحباط والخوف وتأجيج مشاعر الغضب إزاء الوضع القائم على الأرض، لتصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم.
وحثت الإمارات، في بيانها، إلى تحرك دبلوماسي عاجل، يعيد الثقة بين الأطراف، ويحثها على العودة إلى مفاوضات حقيقية وجادة. وقالت إن التصعيد لن يكون في مصلحة أي طرف، وإن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء هذا النزاع، وذلك بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلام وأمن واعتراف متبادل.
الاستيطان يعرقل السلام
وأكدت الإمارات أن الأوضاع الحالية تقتضي وقف الممارسات غير الشرعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، خاصة تلك التي تزيد من المواجهات، ومنها الاقتحامات المتكررة لمدن وقرى الضفة الغربية، لا سيما في نابلس، وما يصاحب ذلك من فرض قيودٍ على حركة السكان، مشيرة إلى أن هذه الأوضاع تتفاقم نتيجة استمرار عنف المستوطنين الذي تصاعدت وتيرته خلال الفترة الأخيرة، ويجب وقفه. وكررت الإمارات، في هذا السياق، أن بناء وتوسيع المستوطنات يعد انتهاكاً للقانون الدولي ويُقوض حل الدولتين، فضلاً عن أنه يعرقل مساعي السلام.
وشددت الإمارات في بيانها، على أن ارتفاع أعداد الإصابات مؤخراً، يذكر الأطراف بضرورة أن تلتزم بمسؤولياتها بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، خاصة في ما يتعلق بحماية المدنيين، وفي مقدمتهم الأطفال، مشيرة إلى ما ذكره منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، بشأن مقتل الطفل ريّان حول ضرورة عدم تعريضهم للأذى.
رفض انتهاك المقدسات
كما دعت الإمارات إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أُحادية أو استفزازية في الأماكن المقدسة، مثلما حدث مؤخراً، من اقتحامات للحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، وكذلك للأماكن المقدسة في مدينة القدس الشريف، والتي يجب الحفاظ على الوضع القائم فيها، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القرار أربعمئة وثمانية وسبعين.
وأشار بيان الإمارات إلى أن الشعب الفلسطيني يواصل مواجهة ظروف إنسانية صعبة، إذ تفيد تقارير الأمم المتحدة، بأن 36% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، كما يسجل قطاع غزة أَحد أعلى معدلات البطالة حول العالم. وأكدت في هذا السياق أن الاستجابة للوضع الإنساني الهش في الأرض الفلسطينية المحتلة يتطلب تكثيف التعاون بين السلطات الفلسطينية والإسرائيلية ووكالات الأمم المتحدة، وكذلك زيادة الدعم الدولي للشعب الفلسطيني. ونوهت بتوقيع الإمارات هذا الشهر اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية لدعم مستشفى المقاصد في القدس الشرقية بمبلغ مقداره 25 مليون دولار، لتوفير الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية.
وفي سياق الحديث عن دعم الشعب الفلسطيني، أعربت الإمارات عن تقديرها للمساعي الجزائرية في تيسير المشاورات الأخيرة والتي أسفر عنها إعلان الجزائر حول المصالحة الفلسطينية كما أشادت كذلك بالدور التاريخي لمصر في هذا الجانب.