متابعة: عصام هجو

فرط الشارقة في أفضل سيناريو للمحافظة على الصدارة والتربع عليها طوال فترة التوقف المونديالي بعدما تقدم بهدفين على ضيفه العين حتى الدقيقة 87، قبل أن يخرج متعادلاً 2-2 في ظرف 3 دقائق ضمن الجولة العاشرة لدوري أدنوك للمحترفين.

ولعب المغربي سفيان رحيمي دور البطولة بتسجيله هدفين قاتلين ويجلس على عرش نجومية القمة من دون منازع. واستحق العين الخروج بنقطة على الأقل، فقد كان الأفضل في كل شيء باستثناء التأخر في النتيجة، حيث كان«الزعيم» الأكثر استحواذاً بنسبة 60.4 % مقابل 39.6 % للشارقة، وله 400 تمريرة مقابل 265 لصاحب الأرض وسدد على المرمى 18 مرة مقابل 11، وللشارقة 7 ركنيات مرت مرور الكرام دون خطورة، وللعين 7 ركنيات أيضاً كلها كانت خطرة وأربكت دفاعات الشارقة.

كرة القدم أنصفت «الزعيم» الذي خدم نفسه بعدم الخسارة ورفع رصيده إلى 17 نقطة بفارق 5 نقاط عن المتصدرين شباب الأهلي والوحدة، في حين تراجع«الملك» إلى المركز الرابع برصيد 20 نقطة بعد أن تجرع تعادلاً أمر من طعم الخسارة، ومن قبله تعرض إلى خسارتين مؤلمتين من الوصل والوحدة على أرضه ووسط جمهوره ليفقد 8 نقاط في ملعبه الذي كان يعد حصناً له.

دفع الثمن

عندما يتعادل الشارقة وهو متقدم بهدفين في ظرف 3 دقائق، فهناك «شيء خطأ»، وحلقة فنية ضائعة، حيث دفع «الملك» في مبارياته الكبيرة على أرضه ثمن الانهيار والضعف التكتيكي في الدقائق الأخيرة، ليلدغه العين من نفس الجحر الذي لدغه منه الوحدة بهدف البرازيلي جواو بيدرو وفي نفس التوقيت القاتل، ومثل هذه «السيناريوهات» لاتحدث دائماً للفرق الكبيرة لذلك يجب وضع اليد على الجرح الفني النازف قبل ضياع حلم الدوري.

حسابات خاطئة

يمكن وضع العديد من التساؤلات حول أسباب تراجع الشارقة منها لعب الفريق بأربعة محاور، ومابين 3 إلى 4 من لاعبي الأطراف في كل مباراة سواء كان متأخراً أو متقدماً، كما بدا واضحاً مدى أهمية العمل الذي كان يقوم به اللاعب الراحل إلى تركيا الأوزبكي شوكوروف، والذي مازال مكانه شاغراً في الفريق، وشاغراً أيضاً في قلوب بعض المشجعين الذين يتحملون جزءاً من المسؤولية حين نادوا باستبداله دون ان يعرفوا قيمته الفنية، كما طالبوا برحيل اللاعب المنتج والعملي بيرنارد وتمسكوا ببقاء اللاعب الاستعراضي كايو لوكاس.

المحافظة على اللقب

بعد المباراة جاءت تعليقات المدرب الأوكراني سيرجي ريبيروف واقعية، وقال: بطبيعة الحال نحن سعداء بالنتيجة رغم أننا في الأصل حضرنا للفوز والعودة بنقاط المباراة كاملة لأننا نستهدف الفوز ببطولة الدوري.

صناع اللعب

أما الروماني كوزمين مدرب الشارقة فقال: المباراة كانت مجنونة،وللأسف كانت لنا الأفضلية وكان يجب أن نحافظ عليها،وللأسف نحن نواجه مشكلة مع الدقائق الأخيرة ولانعرف الحفاظ على النتيجة وتنقصنا خبرة مثل هذه الأوقات،وبصراحة لست غاضباً من اللاعبين فقد أدوا بصورة جيدة.

وتابع: ليس كل شيء تطمح إليه تكتيكياً يحصل في أرضية الملعب، وعلى سبيل المثال، في مباراتنا مع الوحدة أجريت تغييرات دفاعية كي لايدخل مرمانا هدف واستقبلنا هدفاً، وأمام العين حصل نفس الشيء وأجريت تغييرات دفاعية كي لايدخل مرمانا هدف واستقبلنا هدفين في دقيقتين.

وأكد:عانينا في بعض الفترات من مشكلة طول قامة مهاجمي العين، وركزت على إشراك كل أصحاب معدل الأطوال العالية في الفريق، ومع ذلك دخل مرمانا هدفان.

ودار بين كوزمين و«الخليج الرياضي» حوار حول العديد من الأمور أبرزها أن الفريق الكبير والمنافس على البطولات لايفقد 8 نقاط في أرضه خلال 3 مباريات متوالية، بالإضافة إلى أنه لايمكن أن يستقبل هدفين خلال دقيقتين ورد كوزمين: هذا رأيك وأنا احترمه.

وعندما سئل كوزمين عن غياب صانع الألعاب والقائد الملهم الذي يحتفظ بالكرة ويحول اللعب لمصلحة فريقه، قال كوزمين: من الذي يقول ليس لدينا صانع ألعاب، فكل فريقي صناع لعب وأنا كمدرب لا أعتمد على صانع لعب محدد وصناعة اللعب تبدأ عندي من درويش محمد حارس المرمى وبقية اللاعبين كلهم صناع لعب ولا أؤمن بتخصيص لاعب محدد ليكون صانع ألعاب للفريق.

الزمن يتوقف عند لقب الكأس

بعد نهاية المباراة أغفل لاعبو الشارقة تحية جمهورهم، ويبدو أن التعادل وتوقيته أصابهم بالصدمة فغادروا إلى غرف الملابس مباشرة باستثناء الثلاثي عادل الحوسني ودرويش محمد وكايو، وبعد دقائق عاد بقية اللاعبين وساروا في خطوات ثقيلة وكأنهم مجبورين على فعل شيء لايريدونه.

وهناك الكثير الذي يقال عن سبب التراجع الكبير في أداء الشارقة فنياً وتكتيكياً، لكن هناك الأهم وهو التشتت الذهني عند اللاعبين، حيث مازال يعيش بعضهم موجة الاحتفالات ببطولة الكأس التي مر عليها أكثر من 3 أسابيع.

وقبل مباراة العين ب 24 ساعة شكلت (صور الاحتفال بالكأس ) حضوراً مميزاً في غرفة ملابس الفريق قبل الحصة التدريبية الرئيسية للمباراة، وتواصلت الاحتفالات بالصور حتى بعد نهاية مباراة العين،حيث خرج بعض اللاعبين يحملون صوراً عملاقة تخص احتفاليتهم بالكأس من بينهم البوسني ميراليم بيانيتش الذي لم يلعب بسبب الإصابة.

أرقام ومشاهدات

* قدم الحكم الصربي سردجان يوفانوفيتش محاضرة مجانية في التحكيم،وباختصار لم يشعر أحد بحكم المباراة بسبب قراراته السلسة، إلى درجة أنه لم يستعن بتقنية الفيديو«فار»،وترك زملاءه في الغرفة يستمتعون بمشاهدة المباراة من دون تدخل يذكر.

* في أول رد فعل شرقاوي بعد التعادل مع العين غرد علي سالم المدفع رئيس مجلس إدارة النادي موجهاً رسالة جاء فيها (نقبل ماحدث ولكن علينا إعادة النظر وتصحيح أخطائنا وعلينا ان نلعب كفريق واحد لنجعل الجماهير فخورة )

* أجرى مدرب العين 6 تبديلات كلها تبديلات هجومية أبرزها إشراك بندر الأحبابي والبرازيلي المقيم جوناثاس الذي لعب دوراً في تنشيط الهجوم، فيما أجرى مدرب الشارقة 4 تبديلات دفاعية بالكامل أبرزها الدفع بسالم سلطان مدافعاً ثالثاً في قلب الدفاع مع شاهين ومانولاس إلى جانب خالد الظنحاني والحسن صالح وماجد راشد وماجد سرور ورغم ذلك لم يحافظ على الهدفين.

* قابل كايو جناح الشارقة الانتقادات التي وجهت له من جماهير نادي الشارقة بحظر حسابات كل من انتقده، وأشارت مواقع عن طلب تقدم به وكيل أعمال اللاعب مطالباً بتجديد التعاقد مع لاعبه خلال الأيام الماضية وجاء رد الإدارة بالرفض باعتباره أمراً سابقا لأوانه خصوصاً وأن اللاعب مرتبط مع الفريق بعقد حتى 2024.

* طلب كوزمين من جميع القنوات الرياضية إجراء الحديث والتعليق معه مجتمعين وليس كل قناة على حدة، ولم تبدُ على«القيصر» مظاهر حزن أو تأثر بنتيجة التعادل التي تعتبر في منزلة الخسارة للشارقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version