جددت دولة الإمارات العربية المتحدة التأكيد على أنه مع استمرار القتال في أوكرانيا، يصبح الوضع كل يوم مقامرة لا يمكن أن يكون فيها أي رابح، جاء ذلك أمام مجلس الأمن الدولي الذي ناقش حادثة سقوط صواريخ على الأراضي البولندية، ما تسبب بمصرع شخصين، ووجهت الدول الغربية الأعضاء في المجلس، انتقادات إلى موسكو التي ردت من جانبها بالحديث عن الأخطاء الكثيرة والمميتة التي ارتكبها نظام الدفاع الجوي الأوكراني طيلة السنوات الماضية.
الحل السلمي المستدام
وفي كلمة الدولة أمام المجلس أشارت مندوبة الدولة الدائمة في الأمم المتحدة، لانا نسيبة، إلى الوضع الإنساني الناجم عن الأزمة حيث تضرر 40 في المئة من نظام الطاقة، ودُمرت 30 في المئة من محطات الطاقة، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية مع قدوم الشتاء ونقص التدفئة، فضلاً عن التأثيرات السالبة على إمدادات الغذاء العالمية. ورحبت بتمديد اتفاقية تصدير الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود، واستمرار الجهود لضمان وصول الأسمدة الروسية إلى المزارعين حول العالم لزيادة غلة الأرض للموسم المقبل.
وشددت الدولة على أن المساعدة الإنسانية والجهود المبذولة في اتفاقية تصدير الحبوب، لا تكفي، بل وحده الحل السلمي والدائم للحرب هو الذي سيضع حداً للمعاناة. ودعت المجلس للقيام بدوره من اجل دعم المحادثات والمفاوضات والإجراءات التي تجمع الطرفين المتحاربين معاً، بدلاً من التباعد بينهما.
انتقادات غربية
وانتقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها روسيا في مجلس الأمن بعد يوم من سقوط صاروخ قال حلف شمال الأطلسي إنه طائش أطلقته الدفاعات الجوية الأوكرانية داخل بولندا لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اعترض على ذلك قائلا إنه لا شك في أن الصاروخ ليس أوكرانيا.
وقالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أمام المجلس «هذه المأساة لم تكن لتحدث لولا تدخل روسيا غير الضروري في أوكرانيا وهجماتها الصاروخية الأخيرة على البنية التحتية المدنية لأوكرانيا». وأضافت «لأوكرانيا كل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هذا الوابل».
وأيد السفيران البريطاني والبولندي لدى الأمم المتحدة التصريح بأن التدخل الروسي هو المسؤول في النهاية عن سقوط الصاروخ في بولندا.
نظام سيئ السمعة
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في الاجتماع «لقد توقفنا منذ فترة طويلة عن الدهشة من محاولاتكم في أي ظرف من الظروف، على الرغم من الحقائق أو المنطق، لإلقاء اللوم على روسيا في كل شيء». وأشار إلى «سمعة» الدفاع الجوي الأوكراني السيئة، حيث يضرب أهدافاً مدنية بشكل أخرق، ويزعم أنها تداعيات الضربات الروسية. وأضاف «لطالما تمتع الدفاع الجوي الأوكراني بسمعة سيئة مستقرة. على الأقل منذ اللحظة التي أسقطت فيها طائرة مدنية روسية فوق البحر الأسود خلال مناورات عسكرية، في أكتوبر 2001، ما أسفر عن وفاة 78 شخصاً كانوا على متنها، في رحلة من تل أبيب إلى نوفوسيبيرسك. وعلى مدى الأشهر الماضية، نشاهد بانتظام لقطات عواقب ضرب الدفاع الجوي الأوكراني للمباني السكنية، التي يخفون وراءها منظومات الدفاع الجوي في مدن مختلفة».
وتابع نيبينزيا، أن الكثيرين تذكروا هذه المأساة عام 2014، حينما سقطت طائرة البوينغ الماليزية فوق أراضي دونباس، وحيث أثبتت ما تسمى ب«اللجنة الدولية للتحقيق» التي كان من بين أعضائها أوكرانيا ذاتها، ولم تطرح رواية مسؤولية أوكرانيا عن هذه الكارثة بالأساس. وقال نيبينزيا: «إنهم يحاولون بطريقة خرقاء إظهار أن ذلك من عواقب الضربات الروسية التي تلحقها أسلحتنا الدقيقة بالمنشآت العسكرية والبنية التحتية الحيوية. في الوقت نفسه يلتزمون الصمت بشأن حقيقة أنه في حالة إصابة مثل تلك الأسلحة لأي من المباني السكنية، فلن يصبح لتلك المباني السكنية أثر على الإطلاق».
تضارب تصريحات زيلينسكي
من جهته، طالب الرئيس الأوكراني حلفاء بلاده بإشراك خبراء أوكرانيين في التحقيق حول الصاروخ الذي سقط في بولندا قرب الحدود الأوكرانية، وإطلاعهم على «جميع البيانات» التي بحوزتهم. وقال «نريد النفاذ إلى كل التفاصيل»، وأضاف في خطابه المسائي «يجب أن يشارك خبراؤنا في أعمال التحقيق الدولي والحصول على جميع البيانات المتاحة لشركائنا والوصول إلى موقع الانفجار». وصرح زيلينسكي، أمس الخميس، بأنه «لا يعرف ماذا حدث» في بولندا، وأضاف «لا نعرف على وجه اليقين. العالم لا يعرف. لكنني متأكد من أنه صاروخ روسي ومتأكد كذلك من أننا أطلقنا النار من أنظمة للدفاع الجوي».(وكالات)