جمعت الحكومة الأوكرانية ومنظمات غير حكومية تقدم مساعدات للجيش نحو 20 مليون دولار عبر تبرعات تلقتها بالعملات المشفرة منذ بداية غزو روسيا لأراضيها في 24 فبراير 2022.
ولجأت حكومة كييف للأصول المشفرة كوسيلة بديلة لجمع التبرعات بصورة أسرع عبر الحدود، لتتجاوز بذلك تعقيدات المؤسسات المالية التي قد تعرقل تحويل مثل هذه الأرقام الضخمة، لا سيما في وقت الحرب.
كييف تطلب تبرعات “مشفرة”
عادة تكون البنوك القناة الرئيسية لجمع التبرعات، لكن في أوكرانيا الأمر كان مختلفًا، فالحكومة لجأت إلى العملات المشفرة كوسيلة عابرة للحدود لجمع التبرعات الجماعية.
وبحلول السبت 26 فبراير 2022، شاركت الحسابات التابعة للحكومة على “توتير” تفاصيل المحافظ الرقيمة المخصصة لاستقبال التبرعات، مصحوبة بعبارة “أدعم شعب أوكرانيا”، وفقا لـ”سي إن بي سي“. وبحلول يوم الأحد 27 فبراير جذبت هذه المحافظ ما قيمته 10.2 مليون دولار من تبرعات بالأصول المشفرة، وأفادت شركة “إيليبتيك” المتخصصة في تحليل بيانات الأصول المشفرة وتتخذ من لندن مقرًا لها، بأن محافظ حكومة كييف حتى الساعة 10:10 بتوقيت جرينتش من صباح اليوم الاثنين، تلقت تبرعات بالعملات الرقيمة بقيمة 13 مليون دولار، عبر 17ألفًا و451 معاملة.

منظمات تتضامن مع الجيش الأوكراني
منذ 2014 وأزمة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، نشطت في أوكرانيا منظمات غير حكومية ومجموعات من المتطوعين لجمع تبرعات لصالح الجيش، وفقًا لشركة “إيليبتيك“، هذه المنظمات جمعت منذ بداية العملية العسكرية الروسية تبرعات بالعملات المشفرة بنحو 7 ملايين دولار، في مقابل استقبالها لإجمالي تبرعات بنحو 570 ألف دولار فقط خلال 2021.
أشهر هذه المنظمات هي “Come Back Alive” أو “كمباك ألييف” التي أعلنت في 25 فبراير عن حملة لجمع تبرعات بالعملات الرقمية لصالح الجيش، كذلك جرى تدشين مشروع باسم “ساعدوا أوكرانيا” في 24 فبراير لجمع التبرعات بعملة “إيثريوم” لصالح المؤسسات الخيرية، وفي خارج البلاد نظمت مؤسسة “أوكرانيا داو” المستقلة حملة لجمع التبرعات لصالح “كمباك ألييف”.
ساهم مجتمع التشفير الدولي أيضأ في دعم أوكرانيا، فكتب مؤسس إيثريوم فيتاليك بوتيرين  في 24 فبراير عبر تويتر “الغزو جريمة ضد الشعبين الأوكراني والروسي، مضيفًا المجد لأوكرانيا”، وفي وقت لاحق شارك دعوة للتبرع لصالح الإغاثة الإنسانية بأوكرانيا، في المقابل أعلنت بورصة “في تي إكس” للعملات المشفرة منح 25 دولارًا لكل مواطن أوكراني يمتلك حسابًا عليها، وفقا لـ”ذا فيرج“.

العملات المشفرة سلاح عابر للحدود
قال كبير الخبراء في “إيليبتيك” توم روبنسون في تصريح لـ”بي بي سي“، إن العملات المشفرة مثل “البيتكوين” أثبتت أنها أداة فعالة وسريعة لجمع التبرعات بهدف دعم الجيش الأوكراني، في الوقت الذي رفضت فيه بعض المؤسسات المالية السماح بهذه الخطوة كونها تخالف سياساتها التي تمنع المشاركة في تمويل المجهودات الحربية.
وقالت الحكومة الأوكرانية إن التبرعات التي يجرى جمعها عبر محافظها الرقمية هدفها الأول مساعدة الجيش، لكنها لم تذكر كيفية إنفاق هذه الأموال، كما وجهت دعوة، يوم الأحد، إلى بورصات العملات المشفرة لحظر تعاملات المستخدمين الروس وتجميد حسابات السياسيين الروس والبيلاروس، وفقّا لـ”بي بي سي” و”سي إن بي سي”.

أوكرانيا الرابعة عالميًا في تبني العملات المشفرة
في وقت الحرب، لم تبرز العملات المشفرة فقط كوسيلة لجمع التبرعات، إنما وسيلة لتسهيل حياة المواطنين الأوكرانيين أيضًا، فبعد أن فرض البنك المركزي الأوكراني في 24 فبراير قيودًا على التحويلات النقدية الرقمية وحدود السحب النقدي اليومي، أصبحت العملات المشفرة إلى جانب الدولار ملاذًا للأوكرانيين لإجراء تعاملاتهم بسهولة وحفظ أموالهم، وفقا لموقع “ذا فيرج” الأمريكي.
وخلال 2021، أضفت أوكرانيا الشرعية على العملات المشفرة بقانون ينظم تداولات الأصول المالية الرقمية، وسط تطلعها إلى أن تصبح واحدة من أفضل الدول في صناعة التشفير، وحاليًا تحتل أوكرانيا المركز الرابع في مؤشر تبني العملات المشفرة العالمي التابع لشركة “شينا أنالسيس”، ويعبر من خلالها نحو 8 مليارات دولار من تعاملات العملات المشفرة سنويًا.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version