قالت أوكرانيا إن روسيا تخطط لتعبئة جديدة «لتغيير مسار الحرب»، في وقت مازالت فيه باخموت ساخنة، حيث تدور أشرس المعارك في الجبهة الشرقية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن القضاء على أكثر من 250 عسكرياً أوكرانياً خلال 24 ساعة.
تحذير من تعبئة جديدة
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تخطط لاستدعاء مزيد من القوات لشن هجوم كبير جديد. ودأبت كييف لأسابيع على قول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم إصدار أمر بإطلاق حملة تجنيد جماعي أخرى.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصور: «لا شك لدينا في أن قادة روسيا الحاليين سيلقون بكل ما في جعبتهم، وبكل من سيمكنهم حشدهم لمحاولة تغيير مسار الحرب وتأخير هزيمتهم على الأقل». وأضاف: «يجب أن نخرب هذا السيناريو الروسي. نستعد لهذا. يتعين أن يخسر الإرهابيون. يجب أن تفشل أي محاولة لشن هجومهم الجديد».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، أن العمليات العسكرية أسفرت عن مقتل أكثر من 250 عسكرياً أوكرانياً، وإسقاط مقاتلتين من نوع «سو-24» و«سو-25» خلال 24 ساعة. وقالت الوزارة إن القوات الروسية تمكنت من القضاء على أكثر من 40 جندياً أوكرانياً في محور جنوبي دونيتسك، في يوم واحد، مضيفة أن الوحدات الروسية تواصل عملياتها الهجومية بشكل ناجح.
وفي اتجاه دونيتسك أسفرت المعارك عن مقتل نحو 60 جندياً أوكرانياً. وكذلك تكبدت القوات الأوكرانية خسائر في محور كراسنو ليمان، حيث تم القضاء على أكثر من 40 جندياً.
وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية مقاتلتين من طراز «سو-24» و«سو-25» تابعتين للقوات الجوية الأوكرانية في جمهورية دونيتسك الشعبية.
وفي اتجاه منطقة كوبيانسك في جمهورية دونيتسك الشعبية قضت القوات الروسية على نحو 30 جندياً أوكرانياً، كما استهدفت ما يعرف بكتيبة «الشيخ منصور»، وقتلت أكثر من 55 متطرفاً. وإضافة إلى ذلك أسفرت العمليات العسكرية عن تدمير عشرات الآليات والمعدات العسكرية التابعة للقوات الأوكرانية.
إصرار روسي رغم الكلفة العالية
وقال أندري تشيرنياك، المسؤول في قسم الاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية، في تعليقات للمنفذ الإعلامي «آر.بي.سي أوكرانيا»، إن كييف لا تتوقع توقف هجمات روسيا هذا العام على الرغم من الحصيلة البشرية الكثيفة. وأردف: «بحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، ربما يخسر الجيش الروسي في الأشهر الأربعة أو الخمسة المقبلة ما قد يصل إلى 70 ألف شخص. وقيادة الدولة المحتلة (روسيا) مستعدة لهذه الخسائر». وأضاف أن القادة الروس «يفهمون أنهم سيخسرون لكنهم لا يعتزمون إنهاء الحرب».
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، إن روسيا شنت سبع ضربات صاروخية و18 ضربة جوية، وأكثر من 85 هجوماً باستخدام أنظمة صواريخ متعددة خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة على البنية التحتية المدنية في ثلاث مدن أوكرانية هي كراماتورسك وزابوريجيا وخيرسون.
وأضافت: «ثمة قتلى في صفوف المدنيين». وتنفي روسيا استهداف المدنيين. ولم يتسن ل«رويترز» التحقق من تقرير ساحة المعركة من مصادر مستقلة.
باخموت في قلب المعركة
وقالت هيئة الأركان العامة أيضاً إن القوات الروسية واصلت التركيز على التقدّم بالقرب من مدينة باخموت في منطقة دونيتسك، حيث يُعتقد أن كلا الطرفين فقد الآلاف من قواته خلال أسابيع من الحرب.
وقدم مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية تقييماً للقتال في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، خاصة حول مدينة باخموت التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية والتي نالها دمار كبير.
ورجح المسؤول استمرار القتال العنيف في المستقبل المنظور، وإن كانت القوات الروسية أحرزت تقدماً متزايداً. وأضاف: «القتال لا يزال محتدماً.. أعتقد أننا يجب أن نتوقع رؤية ما نشهده في باخموت في أماكن أخرى على الجبهة؛ إذ سيكون هناك قتال مستمر في الأشهر المقبلة». (وكالات)
