فريقان فقط بلغا حاجز المئة نقطة في تاريخ الدوري الإسباني، ريال مدريد في موسم 2011-2012 وبرشلونة في العام الذي تلاه.
وهذه المرة الخامسة يصل برشلونة إلى هذا الكمّ من النقاط في هذه المرحلة من الموسم، وفي المرات الأربع السابقة أنهى موسمه متوّجاً بلقب الليغا.
ولعلّ أبرز مزايا تشكيلة المدرب تشافي هرنانديز، صلابة خط دفاعه الذي استقبل سبعة أهداف فقط، مقابل 16 لريال مدريد. صلابة تعزّزت مع قدوم الفرنسي جول كوندي والدنماركي أندرياس كريستنسن.
وفيما عاد الحارس الألماني مارك-أندري تير شتيغن إلى مستوياته السابقة، ينفرد برشلونة بأقوى دفاع في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى.
خلافاً لذلك، يقدّم إشبيلية أحد أسوأ مواسمه منذ فترة، رغم الصحوة التي يعيشها أخيراً مع المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي.
وفاز الفريق الأندلسي ثلاث مرات في آخر أربع مباريات، لكنه لا يزال قابعاً في المركز الثالث عشر، نظراً لفوزه مرتين فقط في أول 15 مباراة.
لكن متابعة صحوته ستكون معقّدة في حصن «كامب نو»، في ظل تصاعد مستوى تشكيلة تشافي.
تطوّر الفريق الكتالوني وأحرز لقبه الأول مع تشافي المدرب في الكأس السوبر في السعودية في يناير الماضي على حساب ريال مدريد.
وقال تشافي ان الهدف الأول لفريقه يبقى إحراز لقب الليغا، وبعد 19 مرحلة، يبدو مرشحاً قوياً لتحقيقه.
وقال بعد فوزه الخميس على مضيفه الأندلسي الآخر ريال بيتيس (2-1) «لا أحب استخلاص النتائج منتصف الموسم، كل الأمور قد تنقلب رأساً على عقب».
وتابع مدرب الفريق الذي يبحث عن لقبه الأول في الدوري منذ 2019 «يجب أن نكرّر نتائج النصف الأول. نقطع مساراً جيداً، لكن يبقى 19 مباراة. الأرقام حتى الآن رائعة».
ومن دون الجناح الفرنسي المصاب عثمان ديمبيلي المصاب، خرج برشلونة بفوز مقنع، بعد هدف أول من البرازيلي رافينيا اثر ضربة حرة مخادعة نفّذها الهولندي فرنكي دي يونغ.
وقال تشافي ان هذا الهدف أظهر الجهوزية الذهنية لفريقه كي ينجح في الموسم الحالي،وتابع «لدينا الثقة والمعنويات لنحقق النجاح».
وتنفّس «بلوغرانا» الصعداء مع انتهاء عقوبة إيقاف هدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي، إذ سجّل المخضرم هدفه الرابع عشر هذا الموسم في الدوري ضد بيتيس، ليعزّز رصيده في صدارة الهدافين.
في المقابل، يعوّل إشبيلية على مهاجمه المتألق حالياً المغربي الدولي يوسف النصيري، صاحب هدفين في الفوز الأخير على ضيفه إلتشي متذيل الترتيب 3-0.
وخاض النصيري مونديالاً جيداً مع بلاده التي حققت إنجازاً كبيراً مع بلوغها نصف النهائي، لكنه أخفق قبل مباراة إلتشي في الوصول إلى الشباك في آخر 15 مباراة.
ولم ينجح أي فريق بهزّ شباك برشلونة في ملعب كامب نو من اللعب المفتوح، فحافظ على شباكه ثماني مرات في تسع مباريات، ووحده جاره اللدود إسبانيول هزّ شباكه من ركلة جزاء ترجمها خوسيلو في ديسمبر الماضي.
- ريال مدريد يتربص في الوصافة
وسيكون ريال مدريد قادراً على تقليص الفارق إلى نقطتين قبل ساعات من مباراة برشلونة، عندما يحلّ على ريال مايوركا بعد ان هزمه بسهولة ذهاباً 4-1.
واستعدّ جيداً لهذه المباراة بفوز صريح على ضيفه فالنسيا 2-0 الخميس، بهدفين استعراضيين من ماركو أسنسيو والبرازيلي فينيسيوس جونيور.
لكن الفريق الملكي خسر مهاجمه الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة، صاحب الكرة الذهبية في الموسم الماضي، بعد تعرضه لإصابة بفخذه، على غرار زميله المدافع البرازيلي إيدر ميليتاو.
وأكّد الإيطالي كارلو أنشيلوتي ان إصابة بنزيمة «طفيفة جداً»، فيما سيغيب ميليتاو عن رحلة مايوركا.
وتعرّض فينيسيوس في مباراة الخميس لخطأ من مواطنه غابريال باوليستا الذي نال بطاقة حمراء، ما دفع حارس ريال البلجيكي تيبو كورتوا لرفع الصوت دفاعاً عن زميله «يجب أن نحمي فينيسيوس قليلاً، هو شاب معبّر للغاية، يراوغ كثيراً والمدافعون لا يحبّون ذلك».
تابع «نحتاج إلى ذلك فيني. في مباريات كثيرة يتعرّض للركل. أنا سعيد لشجاعة الحكم والقيام بطرد باوليستا».
ودفع أنشيلوتي بلاعب الوسط إدواردو كامافينغا بمركز الظهير الأيسر، وأجرى تغييرين على التشكيلة التي تعادلت مع ريال سوسييداد، مستعيداً صانع اللعب الكرواتي المخضرم لوكا مودريتش وأسنسيو الذي افتتح التسجيل من تسديدة بعيدة رائعة.
وفي ظل المعركة المستمرة والاعتيادية بين برشلونة وريال مدريد، يأمل ريال سوسييداد الثالث، مفاجأة دور الذهاب والذي يستقبل بلد الوليد الأحد، في البقاء على مقربة من المتصدرين، إذ يبتعد 11 نقطة عن برشلونة وست عن ريال مدريد.
ويحقق الفريق الباسكي، المتوج مرتين في تاريخه (1981 و1982)، أفضل مواسمه، ويبدو في طريقه للتأهل إلى دوري ابطال أوروبا، إذ يبتعد خمس نقاط عن أتلتيكو مدريد الرابع الذي يستقبل خيتافي السبت.