القاهرة: «الخليج»

شدد وزراء الخارجية العرب على ضرورة بلورة استراتيجية عربية جماعية، للتصدي بكفاءة للتحديات التي تواجه المنطقة العربية، بينما دعا وزیر الخارجیة المصري سامح شكري، أمس الأربعاء، إلى العمل للارتقاء بالعمل الجماعي العربي إلى مستوى التحدیات العدیدة والمتنوعة القائمة على المستویات العالمیة والإقلیمیة، في حين حذر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، من إشعال الموقف في القدس والمسجد الأقصى في شهر رمضان.

وأكد شكري في كلمته لدى ترؤسه أعمال الدورة العادیة ال159 لمجلس الجامعة العربیة على المستوى الوزاري، حرص مصر على تقریب المواقف وصیاغة رؤى مشتركة للتحرك الجماعي في مختلف الملفات. ودعا الدول العربية إلى الانضمام إلى المبادرات التي أطلقتها الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ في شرم الشيخ الذي عقد في نوفمبر الماضي، ولا سيما تلك الخاصة بالمياه والغذاء، والهيدروجين الأخضر، وكذلك تحالف الديون المستدامة.

وأعرب في الوقت نفسه، عن تطلّعه لمواصلة العمل عن قرب مع الرئاسة الإماراتية القادمة لمؤتمر «كوب 28»، لتعزيز العمل المناخي العالمي، وضمان وفاء الدول المتقدمة بتعهداتها المالية لتمويله، فضلًا عن الإسراع بإصلاح المؤسسات المالية الدولية، وبنوك التنمية متعددة الأطراف، من أجل تيسير وإتاحة التمويل، ولا سيما التمويل الميسر لمعالجة التحديات الملحّة للدول النامية.

صياغة رؤية مشتركة للأمن القومي

وأشار في هذا السیاق إلى الأزمة الأوكرانیة وأزمة الطاقة والغذاء العالمیة، وقضیة المناخ وقضایا منع انتشار الأسلحة التقلیدیة وغیر التقلیدیة، وغیرها من القضایا الإقلیمیة والعربیة من خلال حشد القدرات العربیة الجماعیة.

وحث شكري على «صیاغة رؤیة عربیة مشتركة للأمن العربي الجماعي بمختلف جوانبه، یكون في القلب منها دعم الدولة الوطنیة وقدراتها وإظهار إرادة جادة في رفض كل أشكال التدخل في شؤونها الداخلیة، ومنع محاولات العبث بمقدرات دولنا والاستخفاف بسیادتها».

وشدد في الوقت ذاته على أن القضیة الفلسطینیة ستظل «القضیة المركزیة» للعالم العربي، مؤكداً «التمسك بالسلام الشامل والعادل الذي لن یتحقق إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطینیة على حدود الرابع من یونیو 1967 وعاصمتها القدس الشرقیة».

وجدد «رفض وإدانة كافة الممارسات الإسرائیلیة التي تعرقل مسار التسویة وتضر بمستقبل عملیة السلام، وتدفع الأوضاع في فلسطين المحتلة والمنطقة بأسرها إلى التأزم والاحتقان، بما في ذلك كافة صور الاستیطان أو الاعتداءات أو انتهاك المقدسات أو اقتحامات المدن الفلسطینیة وما یترتب على ذلك من ضحایا في صفوف الشعب الفلسطیني.

وأكد مساندة الدول والشعوب العربیة ووقوفها إلى جانب سوریا وتركیا في مصابهما لما أحدثه الزلزال المدمر ونقل رسالة تضامن كتعبیر صادق عما یجمع شعوب المنطقة من روابط وصلات إنسانیة وتاریخیة عمیقة ومتجذرة.

دعم مسار الحل الليبي الليبي

واستعرض شكري في كلمته مستجدات الأوضاع في عدد من الدول العربیة، مجدداً دعم مصر الكامل لمسار الحل اللیبي اللیبي ورفضها أي إملاءات خارجیة على اللیبیين وضرورة خروج جمیع القوات الأجنبیة والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من لیبیا في مدى زمني محدد، وحل المیلیشیات.

وحول الیمن أكد قلق مصر إزاء استمرار عدم تجدید الهدنة في الوقت الراهن، داعیاً إلى استئنافها «تمهیداً للتوصل إلى تسویة شاملة للأزمة الیمنیة في أسرع الآجال، بما یحفظ وحدة الیمن ویصون مقدراته وینهي معاناة شعبه».

تحذير من إشعال الوضع في القدس

ولفت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إلى أهمية بلورة تفكير استراتيجي عربي جماعي للتعامل مع الأزمات والكوارث، وذلك في ضوء ما يواجهه العالم من تحديات خطرة، في ظل عودة الحديث لأول مرة عن الحرب النووية كاحتمال وارد الحدوث بكل ما ينطوي ذلك عليه من تداعيات.

وقال إن الحاجة التي باتت ضرورية لبناء آلية عربية جماعية للتعامل مع الأزمات الخطرة ذات التأثير الحاد في المنطقة. وتطرق أبو الغيط إلى ما وصفه بحالة التصعيد والتهدئة النسبية في أزمات بعض الدول العربية، ورأى أنها تهيئ فرصة للعمل الجاد للتوصل إلى تسويات سياسة لإنهاء هذه الأزمات، بعيداً عن التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية وسيادتها.

وأشار إلى ما تواجهه القضية الفلسطينية من تحديات خطرة نتيجة وجود حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل، يقوم برنامجها على الاستيطان والتوسع وضم الأراضي، ولا علاقة لها بمحدّدات السلام ورفض حل الدولتين، وتتورط في إشعال الموقف في الأراضي المحتلة، من خلال اعتداءات وارتكاب جرائم، مثلما حدث من اعتداء على بلدة حوارة الأسبوع الماضي من قبل المستوطنين، محذراً من أن استمرار هذه الممارسات سيجر المنطقة إلى مربع العنف، داعياً المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته للجم هذا السلوك المتطرف.

وحذر أبو الغيط من إشعال الموقف في القدس والمسجد الأقصى في شهر رمضان.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version