بيروت: «الخليج»، وكالات
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أمس الاثنين، ضرورة انتخاب رئيس جديد للبلاد بأسرع وقت، مؤكداً قبيل زيارته الفاتيكان، في الأسبوع المقبل، أن ربيع لبنان بات قريباً، فيما وصل الوفد القضائي الأوروبي إلى لبنان للمشاركة في جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وشقيقه رجا، وماريان الحويك، غداً الأربعاء، بينما ارتفع سعر الدولار ليقترب من المئة ألف ليرة، وهي عتبة تاريخية بعدما سجّل 95000 ليرة للدولار الواحد، في حين تظاهر مئات اللبنانيين احتجاجاً على التسعير بالدولار.
والتقى ميقاتي البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، أمس الثلاثاء، للتشاور معه في مجمل الأوضاع الراهنة، إضافة إلى الملفات التي سيطرحها في الفاتيكان. وقبيل الاجتماع قال ميقاتي: ربيع لبنان بات قريباً. وبعد اللقاء لفت ميقاتي، إلى أنّ الرّاعي أطلعه على اتصالاته بشأن الملف الرئاسي، مؤكداً ضرورة انتخاب رئيس جديد بأسرع وقت ممكن، وأضاف «كان هناك تأكيد على أهمية تسيير المرفق العام وشؤون الدولة وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية والدستور»، وقال: «البطريرك وصف الكلام الطائفي المتصاعد حالياً ب«الهيستريا السياسية»، وأنا أؤكد أنّ التعددية هي مصدر غنى للبنان واتفاق الطائف يحمي التعددية ويصون الوطن ويحفظ الجميع».
من جهة أخرى، أشار السفير السعودي وليد البخاري، بعد لقائه رئيس مجلس النواب، نبيه بري، امس الاثنين، في إطار جولته الواسعة على أغلبية الشخصيات السياسية والمرجعيات الروحية، للبحث في الملف الرئاسي وكيفية الوصول إلى صيغة اتفاق أو تسوية والتي بدأها في الأسبوع الماضي، إلى أن «المرحلة الراهنة تستوجب الاحتكام أكثر من أي وقت مضى، إلى الكلمة الطيبة، والرهان دائماً على الإرادات الخيّرة». ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك شيء إيجابي يُحضّر للبنان، قال البخاري «شي أكيد».
واعتبر مجلس المفتين، بعد اجتماع عقده برئاسة مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان، أن «الفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطرة، وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور، وعلى حساب الوفاق الوطني»، مطالباً الجميع ب«العودة الى الدستور والالتزام باتفاق الطائف»، رافضاً المسّ بصلاحيات «رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة».
في غضون ذلك، عاد الوفد القضائي الأوروبي إلى لبنان، امس الاثنين، للمشاركة في جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وشقيقه رجا، وماريان الحويك، المحددة غداً الأربعاء، بعدما سبق أن تلقى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات استنابتين من فرنسا ولوكسمبورغ، في إطار المساعدة القضائية، يطلبان فيهما حضور جلسة التحقيق مع سلامة استكمالاً للتحقيق الذي أجراه الوفد في السادس عشر من شهر يناير/كانون الثاني الماضي، في لبنان، مع مصرفيين لبنانيين ومدققين في شركات محاسبة، وستستجوب القاضية الفرنسية، اودي بيريسي، سلامة في حضور قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، في الاتهام الموجه ضده بجرائم الاختلاس وتبييض الأموال والتزوير والإثراء غير المشروع.
وفي السياق، يبدأ اليوم الثلاثاء، إضراب المصارف المفتوح بسبب عدم إيجاد حلول نهائية لمشكلة الدعاوى القضائية، فضلاً عن انعدام السيولة، وعدم القدرة على ضبط كل الأسواق، في وقت ارتفع سعر الدولار في السوق السوداء ووصل إلى 95 ألف ليرة. و أكد نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط فريد بلحاج، خلال لقائه وزير المالية يوسف الخليل، استعداد البنك الدولي لدعم لبنان في الظروف الاستثنائية من خلال عدد من مشاريع الإغاثة، لا سيما دعم القمح وبرنامج الأسر الأكثر فقراً.
إلى ذلك، نظم الاتحاد الوطني اللبناني لنقابة العمال والمستخدمين تظاهرة احتجاجية في العاصمة بيروت، رفضاً للسياسات الاقتصادية وإحلال الدولار بدل الليرة اللبنانية. ودعوا إلى تشكيل جبهة وطنية لكسر المنظومة الطائفية الممسكة بمفاصل القرار في البلاد، حسب وصفهم.