بيروت: «الخليج»- وكالات

تسارعت الاتصالات والمشاورات السياسية والدبلوماسية في لبنان، أمس الثلاثاء، سعياً للتوافق على تسريع إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وسط تحرك رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الكتل النيابية؛ لتأمين أكثرية نيابية لانتخاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وكذلك لتأمين النصاب لأي جلسة قد يدعو إليها لانتخاب الرئيس، وهذا ما دعته إليه «مجموعة العمل الأمريكي من أجل لبنان» حين قالت، إن الوقت الآن هو من أجل فتح حوار حول مرشحين يمكنهم تأمين نصاب، ويمكن عندها انتخاب رئيس متمكن، نظيف الكف وإصلاحي، في وقت بشّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اللبنانيين، بأنه سيكون هناك رئيس للجمهورية، والمسألة مسألة وقت، وقال إنه يجب الإسراع بهذه الخطوة؛ لأن الأمور خطرة، فيما واصلت العملة الوطنية انهيارها وسجلت رقماً قياسياً جديداً، مع تخطي سعر صرف الدولار عتبة ال100 ألف ليرة لبنانيّة.

وكان بري قد بدأ بسلسلة اتصالات مع الكتل النيابية، لجسّ نبضها بشأن تأييد فرنجية، والعمل لتأمين أكثرية نيابية له، بعدما سبق أن شدّد خلال لقائه مع نقابتي الصحافة والمحررين مساء الاثنين، على أن الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية، وقال، إن فرنجية مد يده للجميع، متسائلاً: إذا كان سليمان فرنجية لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟ مؤكداً أنه لا خلاص للبنان إلا بالدولة المدنية. وأضاف: بعد 11 جلسة انتخابية أخذوا علينا بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشح؟ وبعد مضي خمسة أشهر على الفراغ وأمام الانهيار المالي والاقتصادي، وبعد رفض الدعوات التي وجّهتها، وما زلت، للحوار والتي تجاوب معها معظم الكتل باستثناء الكتلتين الأساسيتين، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك.

من جهة أخرى، دعت «مجموعة العمل الأمريكي من أجل لبنان» برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل، في حضور سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، عقب لقائها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إلى فتح حوار حول مرشحين يمكنهم تأمين نصاب، فيمكن عندها انتخاب رئيس متمكن، نظيف الكف وإصلاحي. وكان ميقاتي قد التقى رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فريد بلحاج، الذي أعلن عن تخصيص نحو 500 مليون دولار للبنان هذه السنة، وقال: هناك إمكانية لمبلغ أكثر في السنوات المقبلة في كل القطاعات التي عددتها، إضافة إلى قطاعي الصحة والتربية وهما من القطاعات المهمة في الوضع الراهن.

في غضون ذلك، قال أبو الغيط، في حوار مع الصحفيين، بعد لقائه بري: سيكون هناك رئيس للجمهورية والمسألة مسألة وقت، ويجب أن نسرع بهذه الخطوة؛ لأن الأمور خطِرة. وكشف أبو ألغيط، خلال لقائه ميقاتي، أنّ «مؤتمر القمة العربية سيعقد في شهر مايو/أيار المقبل في السعودية، ومن المرجح أن يكون الموضوع الرئيسي للقمة اقتصادياً ويتناول كيفية مساعدة الأقاليم العربية المحتاجة»، مشدداً على أن «القمة السعودية- الصينية- الإيرانية إيجابية جداً، وأن مفاعيلها الأولية هي إرساء نوع من الاستقرار السياسي والأمني بين السعودية وإيران، ولكن مفاعيلها على سائر الملفات المطروحة في المنطقة غير واضحة بعد».

إلى ذلك، واصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء، ارتفاعه الصّاروخي، وتخطى عتبة ال100 ألف ليرة لبنانيّة، وارتفعت معه الأسعار، لاسيما أسعار المحروقات بشكل كبير، في وقت أقفلت المصارف أبوابها مع الإبقاء على تشغيل ماكينات السحب الآلي، لتسيير شؤون المواطنين، وذلك قبيل بدء الوفد القضائي الأوروبي استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم الأربعاء، بتهم الاختلاس والإثراء غير المشروع والتزوير.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version