إن ممارسة تمارين التذكر بانتظام هو مفتاح تقوية الدماغ، خاصة إذا كان الشخص يرغب في درء مشاكل الذاكرة في وقت لاحق، لكن قوة الذاكرة تختلف من شخص لآخر.

تقول عالمة الأعصاب والطبيبة الأميركية الشهيرة تارا سوارت بيبر، في مقال نشرته بموقع شبكة CNBC الأميركية، إن ما يميز الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات ذاكرة ممتازة عن بعضهما البعض هو أن هناك من يتمتعون بذاكرة عاملة قوية، أي القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات فور تعلمها، وآخرون يمتلكون ذاكرة طويلة المدى وهي القدرة على استدعاء المعلومات بعد أكثر من يوم من حفظها، مشيرة إلى أنه من النادر أن يكون هناك شخص جيد في كلا النوعين من الذاكرة، خاصةً بدون ممارسة تمارين لتنشيطها.

وتقدم دكتورة بيبر، التي تقوم بالتدريس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومؤلفة كتاب “The Source: The Secrets of the Universe, the Science of the Brain”، تمرينين بسيطين للدماغ يمكن ممارستهما يوميًا لتعزيز الذاكرة العاملة والذاكرة طويلة المدى:

1. التقسيم لتقوية الذاكرة العاملة

يتم تقسيم المعلومات الطويلة والعشوائية والمعقدة إلى أجزاء أصغر. فعندما يرى الشخص رقمًا مثل “3-3-2-1-6-7″، على سبيل المثال، يمكنه تقسيمه إلى “33” و”21″ و”67″. كما يمكن المساعدة بتخصيص معنى ذا مغزى لهذه الأرقام: “العمر 33 عامًا ورقم منزلي 21 وتاريخ ميلاد والدي عام 67”.

يمكن تدريب وتقوية الذاكرة

يعد التقسيم أمرًا رائعًا للعروض التقديمية أيضًا. إذا كان الشخص قلقًا بشأن نسيان بعض الكلمات أو الجمل، يمكنه إعداد قائمة بالمصطلحات والعبارات الرئيسية التي يحتاج إلى سردها، ويقوم بترديدها بصوت عالٍ عدة مرات ليضعها في ذهنه كعلامات إرشادية.

تمرين للدماغ: يتم استرجاع أرقام هواتف أقرب وأعز الأشخاص عن طريق تقسيمها إلى مكونات أصغر، بدلاً من الاعتماد فقط على قائمة جهات الاتصال المسجلة سلفًا على الهاتف. ثم يختبر الشخص كم يمكنه الاحتفاظ بها.

2. تكرار الفضاء لتقوية الذاكرة طويلة المدى

تدور هذه الطريقة حول تعزيز الذاكرة على فترات زمنية أطول بشكل متزايد.

إذا كان الشخص يريد أن يتذكر معلومة ما، عليها أن يقولها بصوت عالٍ عدة مرات بعد أن يتعلمها مباشرة. ثم يفعل الشيء نفسه بعد بضع ساعات، ثم في اليوم التالي، ثم الأسبوع التالي.

إذا شعر الشخص أنه بدأ في نسيان المعلومات، فعليه أن يبدأ العملية من جديد.

تمرين الدماغ: يتم عن طريق كتابة قائمة مشتريات للأسبوع. ثم يكرر محتوى القائمة في ذهنه (وأن يتخيل كل عنصر من العناصر في عقله). ثم يقوم بتغطية القائمة ويتمرن عليها بصوت عالٍ. وعندما يذهب إلى المتجر في وقت لاحق من الأسبوع، يحاول أن يتعرف على عدد العناصر التي يمكنه تذكرها بدون النظر إلى القائمة.

3 عناصر لليقظة والعناية بالجسم

تضيف دكتورة بيبر أن أي نشاط محفز عقليًا سيعزز من القوة العقلية، ولكن هناك ثلاث خطوات أخرى بسيطة ومهمة يمكنك اتخاذها لتزويد عقلك بالطاقة:

التمارين الرياضية

اكتشفت إحدى الدراسات أن التدهور المعرفي أكثر شيوعًا مرتين تقريبًا بين البالغين غير النشطين مقارنةً بالنشطين بدنيًا.

بالنسبة للبالغين، توصي المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل الشدة أو 75 دقيقة من النشاط شديد الشدة أسبوعيًا.

نظام غذائي صحي

يجب تناول طائفة متنوعة الألوان من النباتات والخضروات، خاصة اللفت والباذنجان وحتى القهوة والشوكولاتة الداكنة يمكن تناولها باعتدال. تسهم الأطعمة والمشروبات، بخاصة التي تحتوي على مستويات عالية من مادة البوليفينول، بشكل كبير في الحماية من التدهور المعرفي.

تصفية الذهن والبال

في عصرنا الحالي تعد الحياة مزدحمة بالكثير من الأحداث والمهام والمعلومات، ومن السهل أن يشعر المرء بالإرهاق من المعلومات. ولكن يمكن تهدئة الضوضاء عن طريق القيام ببعض الجرد الشخصي. يمكن أن يخلو الشخص إلى نفسه قليلًا للتفكير فيما هو أكثر أهمية بالنسبة له، وما هي الأشياء التي يمكنه تذكرها بسهولة؟ وما هي الأشياء التي يميل إلى نسيانها؟ وبمجرد أن يضع هذه العناصر في الاعتبار، يمكنه البدء في إجراء تغييرات مقصودة لتمرين العقل والوصول إلى المرونة اللازمة لتذكر ما يهم الشخص والتخلص من الزحام المعلوماتي غير الضروري.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version