أجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، مكالمتين هاتفيتين مع نظيريه الروسي والأوكراني في محاولة لتجنب حرب كبرى في أوروبا،لكن بريطانيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أكدوا مجدداً أن الغزو الروسي لأوكرانيا بات وشيكاً وروسيا تحشد أكبر عدد من القوات منذ الحرب العالمية الثانية، لكن ألمانيا والرئيس الأوكراني استبعدا التكهنات الغربية.
المحاولة الأخيرة
أوضحت الرئاسة الفرنسية أن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وفلاديمير بوتين استمر ساعة و45 دقيقة. كما تحدث ماكرون هاتفياً مع الرئيس الأوكراني فولوديمي زيلينسكي.
وأعلن قصر الإليزيه، الأحد، أن الهدف من المحادثتين هو محاولة تجنب حرب كبرى في أوروبا. وكان ماكرون تحدث أمس الأول السبت إلى الرئيس الأوكراني الذي عهد إليه بإبلاغ بوتين عن استعداد أوكرانيا للحوار. وكان زيلينسكي، عرض السبت لقاء بوتين بهدف منع أي غزو روسي لبلاده. وقال خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: «لا أعرف ما الذي يريده الرئيس الروسي. لهذا السبب، أقترح بأن نلتقي».
زيلينسكي يسوق نفسه
وكان زيلينكسي شدد في المؤتمر على أن بلاده هي درع أوروبا في مواجهة روسيا، داعياً الغربيين إلى وضع حد لسياسة «مهادنة» موسكو وزيادة مساعداتهم لكييف.
وطالب أيضا بجدول زمني واضح لانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي.
وطالب حلفاء بلاده الغربيين بالتخلي عن سياسة «المهادنة» التي يتبعونها حيال روسيا.
وشدد على أنه من واجب الغرب دعم أوكرانيا وقدراتها الدفاعية في مواجهة روسيا، وإعطاؤها جدولاً زمنياً واضحاً وقابلاً للتطبيق بشأن انضمامها إلى حلف الأطلسي.
أوان العقوبات
من جهته قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أمس الأحد إن الوقت قد حان لكي يفرض الغرب على الأقل جزءاً من العقوبات التي أعدها ضد روسيا.
مجلس الأمن الأمريكي
وقبل أيام من لقاء وزيري الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرجي لافروف، شارك الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الأحد، في اجتماع نادر لمجلس الأمن القومي مخصص للبحث في الأزمة الأوكرانية.
وكان البيت الأبيض كرر السبت، التأكيد أن روسيا يمكن أن تشن هجوماً على أوكرانيا في أي وقت.
بريطانيا تؤجج التوقعات
قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس الأحد: «إن روسيا تستعد لما يمكن أن تكون أكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945. وبحسب المعلومات الاستخبارية التي لدينا فإن الغزو الروسي لن يتم فقط من الشرق؛ بل أيضاً من الشمال، من بيلاروسيا بهدف تطويق كييف، كما أوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن لعدد منا»، وفق جونسون.
وصرّح أن لندن وواشنطن ستمنعان الشركات الروسية من التعامل بالجنيه (الإسترليني) والدولار» في حال غزت روسيا أوكرانيا.
وقال جونسون إن الرئيس الروسي بوتين ربما لا يفكر بشكل منطقي، لذا فإن التهديد بفرض عقوبات قد لا يكون كافياً لمنع الغزو الروسي لأوكرانيا.
من جانبه، قدّر وزير الدولة للشؤون الأوروبية جيمس كليفرلي الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه محتمل جداً ووشيك جداً.
إضافة من الناتو
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مقابلة تلفزيونية بثّت مساء السبت إن كل المؤشرات تدل على أن روسيا تعتزم شنّ هجوم كامل على أوكرانيا.
وأضاف «نحن جميعاً متفقون على القول إن خطر وقوع هجوم مرتفع جداً».
صلاحية مد غصن الزيتون
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، أمس الأحد إن الحلفاء الغربيين لا يمكنهم الاستمرار في «تقديم غصن زيتون» لروسيا، بينما تستمر موسكو في تصعيد التوتر على طول الحدود الأوكرانية.
مخالفة التوقعات
كما خالف الرئيس الأوكراني كذلك، توقعات واشنطن التحذيرية. وقال أمام كبار المسؤولين وخبراء الأمن من جميع أنحاء العالم: «لا نعتقد بأن علينا أن نفزع».
لا ثقة في المخابرات
قال النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة الأحد إن تقييمات المخابرات الأمريكية والبريطانية بشأن أوكرانيا لا يمكن الوثوق بها لأنهم ارتكبوا العديد من الأخطاء الفادحة في الفترة التي سبقت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.(وكالات)