أكتوبر شهر العزة والكرامة ومهما حاولنا وصف مدى الفخر والسعادة فلن نستطيع أن نفي هذا الإعجاز الكبير حقه لجيش كان يحارب باسلحة دفاعية ولكن العزيمة وتلاحم الشعب والجيش عبرا بنا نحو النصر الذي علمنا من خلاله العالم أجمع أهم وأقوى الدروس.
ذكرى عطرة وأيام رائعة تلك التي نعيشها في شهر أكتوبر من كل عام فذكرى انتصار السادس من أكتوبر تعيد إلى الأذهان حالة النشوة والفرحة للشعوب العربية أجمع ومدى الفخر والعزة بواحدة من أهم الحروب بل أهمها على الإطلاق في القرن الماضي.
هذه الحرب ورغم مرور 48 عاما عليها إلا أنها لم تبح بكل أسرارها بعد ومهما مرت السنين ستظل منبعا للدروس والمواقف وحكايات الأبطال التي لا تنتهي.
وبصفتي أحد المشاركين في هذه الملحمة فمن الواجب أن أنقل لم لم يعاصرها بعض المواقف حتى يتعلم شبابنا قيمة الوطن والتضحية من أجله وسأحاول أن أتحدث عن بعض المواقف التي عاصرتها وكنت شاهدا عليها. قمت بتأدية الخدمة الوطنية في مطار طنطا العسكري وكنت ضابط احتياط وكنا نعمل بمدى الإصرار والعزيمة في تجهيز المطار وإصلاح الأضرار التي تنجم عن هجوم العدو و نجحنا في تحقيق أرقام قياسية بتأهيل ممرات الطائرات وانشائها في أقل من 8 ساعات حتى يتمكن الطيران من التحليق وتنفيذ خطة الانتصار وأثناء الحرب سقطت إحدى القنابل ولكنها لم تنفجر وكان لابد من التعامل معها وفي العمل مع مجموعة لإصلاح الأضرار ذهبت مأمورية عاجلة لسحب القنبلة والتعامل معها في مكان آخر وكان الرقيب عجلان ضمن هذه المأمورية في ظل وجود عربة مخصصة لسحب القنبلة وبعد ربط القنبلة في الواير بالفعل وقبل تحرك السيارة أراد الشهيد البطل عجلان التأكد من ربط القنبلة جيدا في الواير وبمجرد أن اقترب انفجرت القنبلة ليلقى ربه شهيدا وتتبقى لنا ذكرى عطرة عن الإخلاص وحب الوطن.
الموقف الثاني الذي أريد التحدث عنه هو موقف عسكري شعبي فكما هو معروف أن الأرض في طنطا طينية حول المطار ومع كل هجوم وإثر الانفجارات تغطي الأتربة والطين الممرات مما يستدعي عمل سريع وشاق لرفع الطمي وإعادة تأهيل الممرات حتى يتسنى للطائرات أن تقلع وأتذكر أننا كنا نرى جحافل من الشعب المصري وسيارات نقل تهرع للمساعدة غير عابئين بالمخاطر لمساعدتنا بالجهد والمعدات التي يمتلكونها لرفع أي حطام أو طمي من الممرات في دقائق .
الموقف الثالث كان غاية في التعقيد وملئ بالعبر فقد سقطت قنبلة وتم التعامل معها لتفجيرها ولكنها لم تنفجر بما يؤكد أنها غير صالحة وتم التعامل مع الأمر على هذا الأساس وفي يوم 30 أكتوبر عام 74 أي بعد عام من الحرب وفي إطار عمليات حفر وتطهير دورية انفجرت القنبلة واستشهد 5 أبطال منهم اثنين من بلدة واحدة بل من عائلة وبيت واحد.
حرب أكتوبر ملحمة تاريخية على مر العصور وبها الكثير من الأسرار التي تبرهن على عظمة جيشنا وبسالة جنودنا وإصرار شعبنا.. كل عام ومصرنا العزيزة بكل خير.. كل عام وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وجيش مصر العظيم بكل خير.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version